هل يحبني الله؟

هل سَبَق لكَ وتسألت عن محبَّةِ الله لك؟ الإجابة الشائعة عن سؤال: ’’لماذا خلقني الله؟‘‘ هي: ’’خلقني الله الأعبدهُ وأطيعَهُ‘‘. لكنَّ هذه الإجابة لا تُشبع رغبات قلبنا الدفينة في معرفة السبب وراء خلق الله لي ومحبَّته لي. قد يعطيك البعض لائحة أعمال تَقوم بها وبعدها يقولون: ’’فقط عندما تقوم بهذه الأعمال سَيُحِبُّك الله‘‘. لكن لا فائدة لهذا، لأنَّهُ يعني أنَّ محبَّة الله مشروطة ومحدودة بأدائي. وجميعنا نعلم أنَّنا نفشل في مطابقة معايير الله المثاليَّة.

غير أنَّ الكتاب المقدس ينصُّ بوضوحٍ تام عن موضوع محبَّة الله لك. نقرأ في الكتاب المقدس عن محبَّة الله لنا: ’’لأَنَّهُ هكَذَا أَحَبَّ اللهُ الْعَالَمَ‘‘ (يوحنا 3: 16)، وفي رومية 5: 8: ’’وَلكِنَّ اللهَ بَيَّنَ مَحَبَّتَهُ لَنَا، لأَنَّهُ وَنَحْنُ بَعْدُ خُطَاةٌ مَاتَ الْمَسِيحُ لأَجْلِنَا‘‘، و ’’هذَا هِيَ الْمَحَبَّةُ: لَيْسَ أَنَّنَا نَحْنُ أَحْبَبْنَا اللهَ، بَلْ أَنَّهُ هُوَ أَحَبَّنَا، وَأَرْسَلَ ابْنَهُ كَفَّارَةً لِخَطَايَانَا‘‘ (1 يوحنا 4: 10). هل تلاحظ؟

يقول الدين إنَّه عليك أن تقوم بأعمال لكي تكسب محبة الله. لكنَّ الكتاب المقدس يقول أنَّ الله أحبَّك قبلَ أن تقوم بأيِّ أعمال صالحة أو سيِّئة. ويقول الدين إنَّه عليك أن تقترب لله، وفقط عندها سيقترب منك هو بِدورهِ. لكنَّ رسالة الإنجيل هي أنَّ الله هو الذي يأخذ الخطوة الأولى اتِّجاهك!

يتكلَّم الكتاب المقدس بلغةٍ واضحة جدًّا عن الإنفصال بين البشريَّة الخاطئة والساقطة والمكسورة وبين الله القدوس بالتمام والصالح.

فيَصِفُنا الكتاب المقدس ’’أَمْوَاتًا بِالذُّنُوبِ وَالْخَطَايَا‘‘، و ’’أَبْنَاءِ الْمَعْصِيَةِ‘‘ و’’بالطَّبِيعَةِ أَبْنَاءَ الْغَضَبِ‘‘. إنَّ هذه الكلمات المُخيفة تصف طبيعتنا بالتمام. لكنَّ الكتاب المقدس لا يتوَّقَف هُنا بل يستمر آتيًا بالرجاء لجميع أبناء آدم الساقطين عندما يقول: ’’لكِنَّ الله!‘‘. وهي من أهمِّ الكلمات التي ستقرأها على الإطلاق! أنت خاطئ، وعَدوٌ لله، ومتمرِّد على قداسته. ’’لكِنَّ اَللهُ الَّذِي هُوَ غَنِيٌّ فِي الرَّحْمَةِ، مِنْ أَجْلِ مَحَبَّتِهِ الْكَثِيرَةِ الَّتِي أَحَبَّنَا بِهَا،وَنَحْنُ أَمْوَاتٌ بِالْخَطَايَا أَحْيَانَا مَعَ الْمَسِيحِ -­ بِالنِّعْمَةِ أَنْتُمْ مُخَلَّصُونَ‘‘(أفسس 2: 1-10).

هذه هي قلب رسالة الإنجيل؛ أنَّه مهما كنتَ سيِّئاً، ومهما فعلت، ومهما كانت حياتك سيِّئة، الله يحبُّك ويريد أن يخلِّصك من خطاياك ويريد أن يجعلك من خاصَّته. تُذَّكرنا رسالة الإنجيل أن ننظر بعيدًا عن سوء أنفسنا، وأن ننظر إلى جمال الله ومحَبَتِهِ ورأفته وسماحه ورحمته.

إن كنت تريد أن تتأكَّد من محبة الله لك، كُلُّ ما عليك فعلهُ هو أن تنظر إلى المسيح يسوع وما فعَلَهُ من أجلِكَ. إن المسيح هو الدليل أنَّ الله يُحِبُّك بمحبَّةٍ غير مشروطة:  ’’بِهذَا أُظْهِرَتْ مَحَبَّةُ اللهِ فِينَا: أَنَّ اللهَ قَدْ أَرْسَلَ ابْنَهُ الْوَحِيدَ إِلَى الْعَالَمِ لِكَيْ نَحْيَا بِهِ‘‘ (1 يوحنا 4: 9).

إن لم تقبل يسوع المسيح من القبل، الأمر متاح لك اليوم أن تعرف محبَّة الله الأكيدة لك معرفة اختباريَّة. تواصل معنا اليوم وسنساعدك على أن تقوم بالخطوة الأولى.

“وَخَاطَبَهُمْ يَسُوعُ أَيْضاً فَقَالَ: «أَنَا نُورُ الْعَالَمِ. مَنْ يَتْبَعْنِي فَلا يَتَخَبَّطُ فِي الظَّلامِ بَلْ يَكُونُ لَهُ نُورُ الْحَيَاةِ».”

إنجيل يوحنا 12:8