التعرف على أسباب البرود الروحي

لِذَلِكَ، يَجِبُ عَلَيْنَا أَنْ نَهْتَمَّ أَشَدَّ الاهْتِمَامِ بِالْكَلامِ الَّذِي سَمِعْنَاهُ، مُتَنَبِّهِينَ أَلّا نَنْحَرِفَ عَنْهُ. (عبرانيين 2: 1)

إذا أردت الإبحار في سفينة مسافة 2,319  كليومتراً من ميناء بيروت في لبنان غرباً عبر البحر الأبيض المتوسط إلى ميناء تونس في تونس، فستحتاج إلى محرك قوي، وخريطة للبحر، وبوصلة للتوجيه أثناء الإبحار. بدون هذه الأشياء، لن تأمل أبداً الوصول إلى وجهتك. تخيل إذا قال شخص ما أنه يريد الإبحار من بيروت إلى تونس بالانجراف إلى هناك، فإنك ستفكر أنه مجنون. فالجميع يعرف أنه لا يمكنك الانجراف عبر المحيط لعبوره والوصول إلى الوجهة الصحيحة.

لكن هذا ما يفعله الكثيرون منا بحياتنا الروحية، إذ نريد أن نحيا بالإيمان وننمو في محبتنا لله وننضج في معرفتنا للكتاب المقدس، إلا أننا لا نمتلك خطة لكيفية فعل ذلك. وبالتالي نبرد روحياً.

البرود الروحي سهل لأنه لا يتطلب منا شيئاً. إذا كنت لا تفعل شيئاً فإنك ستنجرف في اتجاه لا تريده.

لن تنجرف أبداً نحو حياة متمركزة حول الله أو حياة تقدّر المسيح.

لن تنجرف أبداً نجو حياة تأمل راسخة.

لن تنجرف أبداً نحو التسليم الكامل لله.

لن تنجرف أبداً نحو محبة الآخرين المضحية.

لن تنجرف أبداً نحو الصبر والتواضع.

لن تنجرف أبداً نحو كره الخطية.

فكل هذه الأمور تنمو فقط من خلال تعمُّد السلوك والجهد والالتزام.

من الطبيعي للمؤمنين الجدد أن يتحمسوا في إيمانهم خلال الأيام والشهور والسنوات الأولى من الإيمان. لكن في وقت ما، سيأتي وقت عندما لا تعود الحياة المسيحية سهلة. فتشويق وحداثة إيمانك سوف يتلاشيان وتصبح أمور أخرى مثل العلاقات أو العمل أو الأبناء أو المهنة أو التسلية أكثر جاذبية من عيش حياة المسيحية الصعبة المتمثلة بالتسليم الكامل لله.

قد تكون الحياة صعبة ومربِكة أحياناً، وقد تجد نفسك تتساءل فيما إذا كانت تلك الصلاة “غير ناجحة” أو أن الله لا يُحسن إلي. إذا لم تنحت الوقت متعمِّداً في جدول لتكون مع الله وتقرأ كلمته سوف تحملك انشغالات الحياة اليومية في اتجاه يبعدك عن التمتع بالله.

قد تتسبب هذه الأفكار والمشاعر بخسارتك للزخم الروحي الذي اعتدت عليه. قد تجد نفسك تنجرف ببطء نحو الخطية وتجنُّب الله لمعرفتك بعدم موافقته لخطيتك. وسوف تجد نفسك بكل تأكيد تنجرف ببطء بعيداً عن الله.

لا يحدث البرود الروحي دفعة واحدة ولا يكون ظاهراً عندما يحدث. فالبرود الروحي خفي وبطيء، لكنه سيأخذك بعد وقت طويل أبعد وأبعد عن تكوين علاقة حميمة مع الله.

هذه هي الخطايا السبع التي تؤدي إلى البرود الروحي في حياة المؤمن. هل يمكنك تمييز أي منها في حياتك الخاصة؟

1 الكبرياء: هل تجد من السهولة أن تحكم على الآخرين؟ هل تعتقد أنك تستحق أكثر من الآخرين؟ هل تصارع مع التواضع لقبول مشيئة الله لحياتك؟ هل تجد طلب الغفران من الآخرين صعباً؟ هل تصارع مع المغفرة لمن أساؤوا إليك؟ هل تصارع في التخلي عن حقوقك من أجل الإنجيل؟

2 الجشع: هل تصارع في مشاركة الآخرين بوقتك أو مالك أو مواهبك أو مواردك أو اهتمامك؟  هل تريد من الآخرين أن يخدموا وأن يكونوا كرماء نحوك دون أن تكون على استعداد لخدمة الآخرين؟

3 الرفاهية: هل تريد البركات الروحية لكن ليس الله نفسه؟ هل يهمك أن يباركك الله بأشياء ويُسر الحال أكثر من اهتمامك بالقناعة في الله؟ هل بركات الله أكثر أهمية بالنسبة إليك من الله نفسه؟

4 الغضب: هل تنزعج وتتضايق بسهولة بسبب الآخرين؟ هل تلوم الآخرين على الأشياء السلبية في حياتك؟ هل تلوم الله؟ هل تصارع في انتظار مواقيت الله؟

5 الشره الروحي: هل تريد السرور الروحي دون تقبُّل الألم والخسارة وحمل الصليب؟ هل تعتقد أن الله غير عادل عندما تواجه الصعوبة في حياتك؟

6 الحسد: على تشعر بالتعاسة إزاء نجاح الآخرين وأدائهم الجيد؟ هل تكره عندما ترى بركة الله للآخرين؟ هل تعتقد أنك تستحق أكثر مما يمتلكه الآخرون؟ هل تعتقد أن الله غير عادل عندما يحصل الآخرون على ما ليس عندك؟

7 الكسل الروحي: هل تهرب من أي أمر صعب؟ هل تكره أن تحمل الصليب في حياتك؟ هل تشعر بعدم أهمية طلب ملكوت الله أولاً؟ هل أنت راضٍ بعدم كفاية نضوجك الروحي؟ هل تجزئ حياتك الروحية وحياتك العادية وتفصل بينهما؟ هل توافق على المساومة على مبادئك المسيحية؟

    كلمة تشجيع من الإنجيل

    سننظر في المقال التالي في كيفية بناء هيكل جيد للمحافظة على توجه حياتنا الروحية نحو الاتجاه الصحيح. لكن لا تفشل عندما تفكر في حياتك وتتعرف على النواحي التي تسبب برودك وانجرافك الروحي. تذكر أن يسوع المسيح جعل وجهه كالصوان (إشعياء 50: 7) لتحقيق مشيئة الله. لم ينجرف المسيح قط ولو للحظة عن الإرسالية التي أعطاه إياها الله الآب (يوحنا 5: 30)، وبالإيمان به فإننا نتحد تماماً مع كمال المسيح. كل التزام المسيح وتكريسه وطاعته وأمانته تصبح لنا من خلال الإيمان فيه. لذا، عندما تتعرف على البرود في حياتك الخاصة، لا تيأس، بل حوّل نظرك عن نفسك إلى المسيح الذي تمم كل شيء من أجلك.

    إذا كنت ترغب بمعرفة المزيد عن كيفية حصولك على علاقة متصالحة مع الله من خلال الإيمان بيسوع المسيح، تواصل معنا اليوم.

    “وَخَاطَبَهُمْ يَسُوعُ أَيْضاً فَقَالَ: «أَنَا نُورُ الْعَالَمِ. مَنْ يَتْبَعْنِي فَلا يَتَخَبَّطُ فِي الظَّلامِ بَلْ يَكُونُ لَهُ نُورُ الْحَيَاةِ».”

    إنجيل يوحنا 12:8

    — اقرأ مقالات مشابِهة —

    الرسالة إلى ديوجنيتوس

    وبالرغم من أن هذه الرسالة قد كُتِبَت قبل 2000 عام إلا أنها لا تزال فعال للمؤمنين اليوم، ليقرأوها وليتذكروا كيف ينبغي بنا أن نحيا في الثقافات والمجتمعات التي تعاملنا بلا عدل

    التغلب على البرود الروحي

    هلفكرتيوماًبنوعيةالمسيحيالذيتريدأنتكونعليه؟هلاختياراتكاليوميةتقودكنحوأنتكونذلكالنوعمنأتباعيسوعالذيتريده؟يذكرناالرسولبولسأنكتحصدماتزرع