كيف ينبغي على المؤمن أن يغفر للآخرين؟
الغفران صعب بسبب المهانة التي نتلقاها من الآخرين حقيقية. يؤمن الجميع بضرورة الغفران. فجميع الديانات تعلم فضيلة الغفران والتسامح وأهمية الأخلاق الفضيلة. لكن هذه الديانات جميعاً تفتقد إلى قطعة أساسية من الصورة التي تجعل من الغفران ممكناً لمن أساء إلينا. وهذه القطعة الأساسية هي مثال المسيح وقوة الروح القدس.
تقدر جميع الديانات على تقديم أمثلة عن الغفران التي ينبغي علينا اتباعها، لكن جميع تلك الأمثلة تأتي مشروطة “سأساماح لك إن أنت فعلت كذا وكذا …”.
حتى منظورنا لغفران الله يتم تقديمه غالباً بأنه يعتمد على شيء ما نفعله. فإن كان ميزان حسناتك يفوق سيئاتك في يوم الدينونة عندها سيغفر لك الله. فإن ذهبت إلى الحج فالله سيغفر لك. إن ذبحت خروفاً فسيغفر لك الله. يقدّم الغفران دائماً معتمداً على أمر آخر نفعله.
لكن بشارة الإنجيل تقلب هذا رأساً على عقب. ففي الإنجيل لا يعتمد غفران الله لنا على فضائلنا الحسنة. في الواقع، يعلم الكتاب المقدس أن غفران الله ما هو إلا عطية مجانية (رومية 4: 3، 4). يعلم الكتاب المقدس أن الله أحبنا فيما نحن لا نزال أمواتاً في خطايانا، ففيما نحن نتمرد ضد الله إلا أنه أحبنا. غفران الله لا ينبع من صلاحنا وإنما من محبته لنا (رومية 5: 6-11).
إن اختبرنا غفران الله نابعاً من نبع محبته لنا الذي لا ينضب، فإننا سنستجيب بدورنا بأن نحب الله ونسامح لأولئك الذين أساؤوا بحقنا (لوقا 5: 27-28).
منح التسامح للآخرين ليس سهلاً.
غفران أولئك الذين أهانونا لا يعني أن نتجاهل ما فعلوه. ولا يعني أن نسمح للآخرين بالإساءة إلينا. ولا يعني أن بإمكاننا أن نثق بسهولة في الشخص الذي آذانا ثانية. جزء من التسامح هو مواجهة المشكلة، لكن عندما نواجه الذين أخطأوا بحقنا علينا دائماً أن نفعل ذلك بمحبة بهدف تجديد العلاقة.
عندما يهيننا أحدهم، نميل للاتجاه نحو أحد نقيضين: فإما أن نريد الهرب من المشكلة وتجاهلها أو نستجيب بمهاجمة الشخص الذي أخطأ. لكن هذين النقيضين خاطئين.
يعلمنا يسوع المسيح أن نواجه الشخص الذي أهاننا “إذَا أخطَأ أخُوكَ إلَيْكَ، فَاذْهَبْ إلَيْهِ وَتَحَدَّثْ مَعْهُ عَلَى انفِرَادٍ. فَإنِ استَمَعَ إلَيْكَ، تَكُونُ قَدْ رَبِحْتَ أخَاكَ” (متى 18: 15). يظهر هذا عمق الاحترام للشخص الذي آذاك وفي ذات الوقت معالجة واقع أن ما فعله كان خاطئا. يجب أن يكون الهدف من المواجهة تجديد العلاقة مع المحافظة على كرامة كلا الطرفين.
قد يكون هذا صعباً جداً، لكن الله أعطانا قدوة في المسيح الذي غفر حتى لأولئك الذين ثبّتوه بالمسامير (سمّروه) على الصليب (لوقا 23: 34). كما أعطانا الله قوة الغفران بواسطة روحه القدوس الذي يملأنا بالقدرة على محبة ألد أعدائنا والغفران لهم.
إليك ما ينبغي أن تبدو عليه كمؤمن في يسوع المسيح فيما أنت تعيش في هذا العالم المليء بأناس يخطئون بحقك “فَالبَسُوا ثَوْبًا يَلِيقُ بِأبْنَاءٍ مُختَارِينَ وَمُقَدَّسِينَ وَمَحبُوبِينَ مِنَ اللهِ: ثَوبَ الشَّفَقَةِ، وَاللُّطفِ، وَالتَّوَاضُعِ، وَالوَدَاعَةِ، وَالصَّبْرِ. فَلْيَحْتَمِلْ أحَدُكُمُ الآخَرَ، وَليُسَامِحْ أحَدُكُمُ الآخَرَ حِينَ يَكُونُ لِأحَدٍ شَكوَى عَلَى آخَرَ. فَكَمَا سَامَحَكُمُ الرَّبُّ بِسَخَاءٍ، لِيُسَامِحْ أحَدُكُمُ الآخَرَ” (كولوسي 3: 12، 13).
حافزنا للغفران للآخرين هو أن الله قد غفر لنا بيسوع المسيح.
ماذا عنك؟ هل اختبرت قوة غفران الله التي تغير الحياة بيسوع المسيح؟ يمكنك ذلك اليوم. تواصل معنا وأخبرنا إن كنت ترغب بأن يغفر لك الله وأن يعطيك القوة لتغفر للآخرين.
— اقرأ مقالات مشابِهة —
ما الذي يعلمه الكتاب المقدس بشأن الانتقام؟
الانتقام هو النيل من أحد ما، عادة بأخذ الثأر بطريقة ما أو التسبب بأذى كرد فعل لشيء فعله بنا.
“لأَنَّ الشَّرِيعَةَ أُعْطِيَتْ عَلَى يَدِ مُوسَى، أَمَّا النِّعْمَةُ وَالْحَقُّ فَقَدْ تَوَاجَدَا بِيَسُوعَ الْمَسِيحِ.”
إِنْجِيلُ يُوحَنَّا 1:17