هل المسيحية اختبار؟

مسرة معرفة الله إلى الأبد

المسيحية ليست اختباراً. تشكّل هذه العبارة البسيطة أوضح الفروقات العميقة والجوهرين بين المسيحية وكل الديانات الأخرى.

لماذا خلقني الله؟ لماذا خلق الله أي شيء؟ ما هو قصد الله من وجود البشر؟ لماذا يأمرنا الله بفعل أمور معينة ويعطينا الشرائع؟ ما هو قصد الله الأساسي من كل هذه الأمور؟

سوف تعلمك غالبية الديانات في العالم أن إجابة هذه الأسئلة هي أن قصد الله من خلقك وخلق كل شيء آخر هو اختبارك وامتحانك. تعلمنا هذه الديانات أن كل شيء يحدث لك هو اختبار من الله لك ليرى كيف ستكون استجابتك. لكن هذه الإجابة تتركنا غير مُشبَعين ولا ترضي أعماق كياننا. إذ نعرف غريزياً أنه لا بد من وجود هدف أسمى للحياة من كونها مجرد اختبار.

بأية طريقة ستجعلني معرفة أن هدف حياتي الأعظم ما هو إلا اختبار أن أحب الله وأقدّره أكثر؟ كيف يمكن لمعرفتي بأن الله خلقني ليمحتنّي أن تجعلني أذوق وأرى أنه صالح؟

تتركنا هذه الإجابات دون إلهام ولا تجعل قلوبنا تميل نحو الله، بل إنها تجعلنا بالحري نخاف من الله بدلاً من أن نحبه. نشعر أنه لا بد أن يكنّ الله لنا ما هو أبعد من مجرد اختبار.

لا نجد الإجابة لأعمق أسئلة الحياة الوجودية إلا في المسيح الذي يُشبع أشواق نفوسنا بقصد ومعنى لوجودنا.

إذا لم تكن المسيحية اختباراً؟ فما هو جوهر ومحور المسيحية؟ وكيف تقدم إجابة لأسئلتنا الوجودية أفضل من الديانات الأخرى؟

لو كانت المسيحية اختباراً لما كنا جميعاً لنفشل فشلاً ذريعاً. يعلمنا الكتاب المقدسلَيْسَ بَارٌّ وَلاَ وَاحِدٌ. لَيْسَ مَنْ يَفْهَمُ. لَيْسَ مَنْ يَطْلُبُ اللهَ … إِذِ الْجَمِيعُ أَخْطَأُوا وَأَعْوَزَهُمْ مَجْدُ اللهِ(رومية 3: 10، 11، 23). لا يقول الكتاب المقدس أننا جميعاً أخطأنا أمام الله فحسب بل إن أعمالنا الصالحة ملوثة وغير مقبولة أمام معايير عدالة الله؛ “وَقَدْ صِرْنَا كُلُّنَا كَنَجِسٍ، وَكَثَوْبِ عِدَّةٍ (بالٍ) كُلُّ أَعْمَالِ بِرِّنَا(إشعياء 64: 6).

لكن، شكراً لله أن المسيحية ليست اختباراً، بل في الواقع هي أخبار سارة. فالمسيحية هي رسالة الله المجيدة المحمولة بمحبة الله نحوي الذي بادر لإنقاذي من كل خطاياي وفشلي.

رسالة المسيحية هي أن الله خلقك لكي تعرفه وتكون في شركة معه فتمجده وتستمتع معه إلى الأبد. خلصنا الله من خطيتنا لنفعل كل هذا “لاَ بِأَعْمَال فِي بِرّ عَمِلْنَاهَا نَحْنُ، بَلْ بِمُقْتَضَى رَحْمَتِهِ  خَلَّصَنَا بِغُسْلِ الْمِيلاَدِ الثَّانِي وَتَجْدِيدِ الرُّوحِ الْقُدُسِ(تيطس 3: 5).

بمحبة فائقة، خلصنا الله لكي يفيض بمحبته لنا إلى الأبد “اَللهُ الَّذِي هُوَ غَنِيٌّ فِي الرَّحْمَةِ، مِنْ أَجْلِ مَحَبَّتِهِ الْكَثِيرَةِ الَّتِي أَحَبَّنَا بِهَا، وَنَحْنُ أَمْوَاتٌ بِالْخَطَايَا أَحْيَانَا مَعَ الْمَسِيحِ – بِالنِّعْمَةِ أَنْتُمْ مُخَلَّصُونَ – وَأَقَامَنَا مَعَهُ، وَأَجْلَسَنَا مَعَهُ فِي السَّمَاوِيَّاتِ فِي الْمَسِيحِ يَسُوعَ، لِيُظْهِرَ فِي الدُّهُورِ الآتِيَةِ غِنَى نِعْمَتِهِ الْفَائِقَ، بِاللُّطْفِ عَلَيْنَا فِي الْمَسِيحِ يَسُوعَ(أفسس 2: 4-7).

تمنحنا المسيحية معنى وراحة في الحياة والموت على حد سواء لأن المؤمن بيسوع المسيح يقدر أن يقول: “جسدي وروحي ليسا ملكاً لي لا في الحياة ولا في الموت، وإنما هما ملك فاديَّ الأمين يسوع المسيح الذي دفع بدمه الغالي كامل ثمن خطاياي وخلصني من قوة الشيطان، وهو يحميني إذ لا تسقط شعرة من رأسي خارج مشيئة أبي السماوي. نعم، كل الأشياء تعمل معاً لخيري ولخلاصي، فروح الله القدوس يضمن لي الحياة الأبدية ويجعلني راغباً ومستعداً بحق أن أعيش لمجد الله من الآن فصاعداً.“

يعلمنا الكتاب المقدس أن الله خلقنا لنعرفه معرفة شخصية كأبٍ سماوي لنا، “إِذْ لَمْ تَأْخُذُوا رُوحَ الْعُبُودِيَّةِ أَيْضًا لِلْخَوْفِ، بَلْ أَخَذْتُمْ رُوحَ التَّبَنِّي الَّذِي بِهِ نَصْرُخُ: “يَا أَبَا الآبُ.” اَلرُّوحُ نَفْسُهُ أَيْضًا يَشْهَدُ لأَرْوَاحِنَا أَنَّنَا أَوْلاَدُ اللهِ.  فَإِنْ كُنَّا أَوْلاَدًا فَإِنَّنَا وَرَثَةٌ أَيْضًا، وَرَثَةُ اللهِ وَوَارِثُونَ مَعَ الْمَسِيحِ. إِنْ كُنَّا نَتَأَلَّمُ مَعَهُ لِكَيْ نَتَمَجَّدَ أَيْضًا مَعَهُ(رومية 8: 15-17).

المسيحية ليست اختباراً وإنما هي حياة تعيشها حيث يكون الله كنزك.

إذا كنت ترغب بمعرفة القصد الحقيقي من وجودك من خلال بدء علاقة شخصية مع الله، تواصل معنا اليوم.