إن كان الله محبة، فلماذا توجد الجحيم؟

التركيز الواضح في المسيحية هو على محبة الله للبشر والذي أُظهِر بقوة في حياة المسيح التي قدمها ذبيحة على الصليب بدلاً عن حياتنا التي نعيشها في تمرد ضد الله.

لكن الكتاب المقدس لا يصمت في التعليم عن غضب الله والعقاب الأبدي والجحيم. في الحقيقة، غضب الله وواقع الجحيم والعقاب الأبدي هي الأسباب في كون صليب المسيح ضرورة أساسية لنا.

إذا نظرت إلى عقيدة السماء والجحيم في الديانات الأخرى، فالسماء هي حيث يذهب الناس الأخيار والجحيم هو مكان الأشرار. فتكسب السماء عندما تزيد أعمالك الصالحة عن الشريرة. في حين يذهب إلى الجحيم أولئك الذين لم ترجح كفة اعمالهم الخيرة.

لكن الكتاب المقدس يلغي هذه الفكرة ويقلبها رأساً على عقب. إذ يعلمنا أننا جميعنا أخطأنا وأعوَزنا مجد الله (رومية 3: 23). كلنا ابتعدنا عن الله وكلنا أخطأنا (رومية 3: 12). وإن كنت تعتقد أنك صالح وأنك قادر على الهروب من إعلان الذنب الكلي هذا فإن كلمة الله تعلمنا أن أجرة الخطية هي الموت الأبدي (رومية 6: 23). ما تكسبه ليس طريقك إلى السماء بل تشق طريقك نحو الدينونة الإلهية. ما تستحقه هو الجحيم لا السماء.

الجحيم حقيقي وضروري لأننا، أنا وأنت، خطأة ومتمردون ضد ذلك الذي ندين له بالطاعة الكاملة.

إذا كنت لا تزال تعتقد أن ما سبق لا ينطبق عليك، وأنك لست بخاطئ أو لست بذلك السوء لتستحق الجحيم، فإن الكتاب المقدس يعلمنا عن غضب الله والذين سيحل عليهم هذا الغضب، إذ تقول كلمة الله “فَإِنَّهُ قَدْ أُعْلِنَ غَضَبُ اللهِ مِنَ السَّمَاءِ عَلَى جَمِيعِ مَا يَفْعَلُهُ النَّاسُ مِنْ عِصْيَانٍ وَإِثْمٍ الَّذِينَ يَحْجُبُونَ الْحَقَّ بِالإِثْمِ(رومية 1: 18).

قد تسأل: وما هو هذا “الفجور”؟

لا توجد أية تساؤلات غير مُجابة.

فكل الآثام والشهوات والرغبات الشريرة والحسد والقتل والنزاع والخداع، وكل حقد ونميمة وافتراء وفظاظة  وغطرسة وكبرياء، وكل عدم خضوع للسلطات وحماقة وعدم امانة وعدم رحمة وقساوة قلب (رومية 1: 29-32). إن كنت قد ارتكبت واحدة من هذه فإن غضب الله مُستَحَقٌ لك.

لا يفلت من قائمة التمرد هذه ضد الله. ما كنت تعتقد أنه كذبة بيضاء صغيرة كان في الواقع خيانة ضد السلطة العليا في هذا الكون.

إذاً، فالجحيم هو المكان الذي ينسكب فيه غضب الله بسبب ذنب البشر (رومية 2: 5؛ رؤيا 14: 9-11). أنا وأنت لا نستحق السماء بل نستحق الجحيم.

السماء هي مكان الراحة الأبدية، والفرح المتزايد بلا حدود لأننا في محضر الله نفسه. اما الجحيم فهو نقيض هذا تماماً. فالجحيم هو غياب الراحة والبؤس المتزايد وفوق كل هذا، الحرمان من حضور الله الصالح. السماء هي معرفة الله أباً لك فيما الجحيم هو معرفة الله القاضي. أن تكون في السماء يعني أن تختبر محبة الله باستمرار فيما الجحيم هو اختبار الكراهية تجاه الله إلى الأبد.

لكن الإنجيل يحمل أخباراً سارة لكل الخطأة المتمردين المحكوم عليهم بدينونة الجحيم. فإعلان الإنجيل للخلاص يسطع في وسط تمردنا وخطيتنا وذنبنا ويقدم لنا الرجاء. يعلن الإنجيل “أَمَّا اللهُ، وَهُوَ غَنِيٌّ فِي الرَّحْمَةِ، فَبِسَبَبِ مَحَبَّتِهِ الْعَظِيمَةِ الَّتِي أَحَبَّنَا بِها، وَإِذْ كُنَّا نَحْنُ أَيْضاً أَمْوَاتاً بِالذُّنُوبِ، أَحْيَانَا مَعَ الْمَسِيحِ، إِنَّمَا بِالنِّعْمَةِ أَنْتُمْ مُخَلَّصُونَ(أفسس 2: 4-5).

عندما اعتقدنا أن أننا خسرنا كل شيء بسبب خطيتنا وذنبنا، خاطبنا الكتاب المقدس بأعذب الكلمات المُسَجَّلة في اللغة البشرية “فَالآنَ إِذاً لَيْسَ عَلَى الَّذِينَ فِي الْمَسِيحِ يَسُوعَ. فَفِي المَسِيحِ يَسُوعَ، حَرَّرَتكَ شَريعَةُ الرُّوحِ المُحْيِي مِنْ شَرِيعَةِ الخَطِيَّةِ الَّتِي تُؤَدِّي إلَى المَوْتِ(رومية 8: 1-2).

الديانات الأخرى تقدم لك الرجاء المخادع بأن باستطاعتك كسب طريقك إلى السماء، لكن الإنجيل يعلمنا عن محبة الله المبادِرة نحونا. فالله لا ينتظر منك أن تكون صالحاً بما يكفي لتستحق السماء إذ لا توجد أي وسيلة يستطيع فيها إنسان أن يكون صالحاً بما يكفي ليستحقها. لكن الله، بمحبته العظيمة، أعدَّ لنا طريقاً لنكون معه إلى الأبد في السماء. يعلم الكتاب المقدس بأنه “هكَذَا أَحَبَّ اللهُ الْعَالَمَ حَتَّى بَذَلَ ابْنَهُ الْوَحِيدَ، لِكَيْ لَا يَهْلِكَ كُلُّ مَنْ يُؤْمِنُ بِهِ، بَلْ تَكُونُ لَهُ الْحَيَاةُ الأَبَدِيَّةُ.(يوحنا 3: 16).

لتتحرر من الخوف من الجحيم كل ما عليك فعله هو المجيء إلى يسوع المسيح ليخلصك. فهو لم يفشل يوماً في إنقاذ نفس جاءت إليه طالبة الخلاص.

إن كنت ترغب بمعرفة المسيح مخلصاً لك، تواصل معنا اليوم.

“وَخَاطَبَهُمْ يَسُوعُ أَيْضاً فَقَالَ: «أَنَا نُورُ الْعَالَمِ. مَنْ يَتْبَعْنِي فَلا يَتَخَبَّطُ فِي الظَّلامِ بَلْ يَكُونُ لَهُ نُورُ الْحَيَاةِ».”

إنجيل يوحنا 12:8