اتباع المسيح من خلفية إسلامية

ليس سراً أن أتباع المسيح لا يعاملون دائماً بإكرام أو يُنظر إليهم بأنهم مواطنين من الدرجة الأولى في العالم العربي. فأعدادنا صغيرة وتأثيرنا محدود.

يصبح اتباع المسيح في العالم العربي أصعب عندما تأتي إليه لتتبعه من خلفية إسلامية. 

إن كنت قد وصلت إلى الإيمان في يسوع المسيح الذي يخلصك آتياً من خلفية إسلامية، فستواجه بعض المعيقات والصعوبات. لكن لا تخف، ولا تفقد الرجاء، وأبقِ نظرك مثبتاً على الله وعلى محبته لك. فهو موجود لأجلك وليس ليكون ضدك، حتى وإن بدت الأمور وكأن العالم كله ضدك، إلا أن وعد الله لك يقول أنه أعظم من كل العالم مجتمعاً، وهو موجود إلى جانبك دائماً.  (مزمور 46) 

بعض الأمور الشائعة التي ستواجهها كتابعٍ ليسوع المسيح من خلفية إسلامية، وكيفية التغلب عليها.

1. العزلة

أنت لست وحيداً!

أولئك الذين يأتون للإيمان من خلفية إسلامية يشعرون عادة وكأنهم الوحيدون الذين تركوا الإسلام وبدأوا باتباع يسوع المسيح. إلا أنك لست لوحدك. فهناك آلاف الآخرين فعلياً، ربما في مدينتك، ممن وجدوا الحياة والرجاء والفداء في المسيح.

ليس جيداً أن تبقى لوحدك. فأنت تحتاج لأن تكون وسط جماعة من المؤمنين الآخرين. وتحتاج لأن تتم تلمذتك على يد أشخاص ساروا هذه الرحلة لمدة أطول منك. وتحتاج لأن يكون لديك أناسٌ يساعدوك على إجابة بعض تساؤلاتك. وتحتاج إلى أناسٍ يصلون معك ويقرأون كلمة الله معك.

2. الخوف

الخوف شعور شائع آخر يصيبك بعد الإيمان بالمسيح، إذ نختبر غالباً فرحاً عظيماً عندما نكتشف للمرة الأولى محبة الله المذهلة نحونا.  لكن ذلك الفرح قد يتحول سريعاً إلى خوف عندما نفكر برد فعل عائلاتنا أو تأثير هذا على زواجنا أو تنشئة أبنائنا … الخ.

هذه الأسئلة واقعية، والخوف حقيقي، لكن ليس لها أن تسيطر علينا أو تتغلب علينا (فيلبي 4: 6-7؛ متى 6: 25-34).  فالله إلى جانبنا ليدافع ويحامي عنا، كملك وأب. فأنت ابن الله، وقد أشتُريتَ (دفع من أجلك) دم المسيح الثمين (1بطرس 1: 17-21). لذا، فإن رجاءنا وثقتنا ليستا فيما يفعله الناس بنا بل في ما يستطيع الله أن يفعله من أجلنا.

ولأن جميع هذه الأمور حقيقية ولا تشكّل تهديداً لنا فمن الضروري جداً أن نكون ضمن جماعة من المؤمنين الآخرين القادرين على السير معك ومساعدتك على التعامل مع هذه الصعوبات.

3. الهوية

عندما نكتسب هوية جديدة في المسيح عندما نسلم له حياتنا ونصبح من أتباعه، قد يحدث فقدان لهويتنا وإحساس بالارتباك مع تركنا لهويتنا الإسلامية.

أولاً، وقبل كل شيء، أريدك أن تتذكر أنك طبيعي تماماً. وأنك تختبر مشاعر وأحاسيس طبيعية. وأنه لا بأس من أن تشعر بنوعٍ من فقدان الهوية.

كيف ينبغي أن أحتفل بالأعياد؟ كيف يمكنني أن أعلم أبنائي احترام الثقافة المحيطة بهم مع التمسك بالمسيح؟ هل ينبغي أن أستمر في ارتداء الحجاب؟ ماذا بشأن المناسبات كالأفراح والمآتم ورمضان أو أي مناسبة أخرى؟

جيد أن تطرح مثل هذه الأسئلة وتفكر فيها. ولكن مرة أخرى، لا يمكنني التأكيد أكثر على ضرورة وجودك في شركة مع جماعة من المؤمنين الآخرين. أناسٌ قد طرحوا هذه الأسئلة قبلك ومرّوا بهذه المواقف من قبل.

ولكن فوق كل شيء، تذكر أن هويتك الحقيقية ليست فيما تركته بل في ذلك الذي تنتمي إليه الآن. أنت ابن الله وهو يحبك اكثر مما يمكنك أن تتصور (1يوحنا 3: 1-3).

إن كنت تابعاً من أتباع يسوع المسيح من خلفية إسلامية، تواصل معنا اليوم وأخبرنا بقصتك. نحب أن نسمع منك. وأن كنت تريد أن تأخذ خطوة شجاعة في معرفة المزيد عن يسوع المسيح، فلا تتردد في التواصل معنا الآن.

“وَخَاطَبَهُمْ يَسُوعُ أَيْضاً فَقَالَ: «أَنَا نُورُ الْعَالَمِ. مَنْ يَتْبَعْنِي فَلا يَتَخَبَّطُ فِي الظَّلامِ بَلْ يَكُونُ لَهُ نُورُ الْحَيَاةِ».”

إنجيل يوحنا 12:8