إرميا

تاريخ الكتابة: 628-580 قبل الميلاد

لمحة بسيطة

قام هيكل الرب في أورشليم لمدة زادت عن 300 عام. كانت الأمة معروفة باسم الله: الأمم المجاورة كلها سمعت بالعجائب التي عملها إله إسرائيل من أجلهم في مصر وفي البرية وفي أرضهم. إله إسرائيل إلهٌ عظيم، وهيكله كان في أورشليم.

إلا أنهم لم يتبعوه، بل عبدوا آلهة أخرى، وعاثوا فساداً في الأرض، وتجاهلوا شريعته. بين الحين و الآخر كان أحد الملوك من نسل داود يعيد الشعب إلى الله، لكن ملوكاً آخرين كانوا يبعدونهم إلى كل أنواع العصيان.

أخطأ الناس بما يكفي، لقد وعد الله بأن ينفي شعبه من أرضهم إن لم يعودوا إليه، والآن، لقد حان وقت أورشليم. البابليون سيدمرون المدينة ويمحون الهيكل المقدس ويسوقون اليهود بعيداً.

لكن حتى في أثناء تخطيط الرب لدمار أورشليم، أرسل نبياً لشعبه ليحذرهم ويتحداهم ويعزيهم. ذلك النبي كان شاباً يُدعى إرميا.

خدم إرميا اليهود لمدة تقارب 40 عاماً، ومهمته كانت مهمة حزينة، إذ في  غالبيتها، كان النبي الوحيد لله في الأرض: كل مَن كان يدّعي أن عنده كلمة من الرب كان مخادعاً.

صعّب هذا الأمر لإرميا، فحينما كان الأنبياء الكذبة يعظون بالسلام والسلامة والنصر على بابل، أصرّ إرميا أن البابليين سيدمرون كل شيء. أخبر الأنبياء الكذبة الجميع أن الله مع شعبه، فيما أخبر إرميا الجميع أن الله يقف إلى جانب العدو. يمكنك أن تتخيل أي الرسالتين كانت المقبولة والشائعة.

تحمّل إرميا السخرية والسجن والخطف والتهديدات بالقتل من أولئك الذين كان يعمل جاهداً لمساعدتهم.

لكن كلمة الله تحققت: فقد غلب نبوخذنصّر اليهود ودمّر الهيكل وأضرم النار في المدينة. أقام البابليون حاكماً جديداً للمنطقة وعادوا إلى أرضهم. كما حرروا إرميا من السجن وقالوا له أن يعيش حياة سعيدة.

لكن القصة لا تنتهي هنا. إذ قامت أمة مجاورة باغتيال الحاكم وتُرك اليهود أمام خيارين:

  • أن يبقوا في أرضهم
  • أو أن يلجأوا إلى مصر

طلبوا من إرميا أن يخبرهم بما يقوله الرب، فوعدهم بأنهم إن هم بقوا في أرض إسرائيل فإنهم سيزدهرون. سيعيشون في سلام تحت حكم بابل، والله نفسه سيتراحم عليه. لكن إن هم عصوا فإن الله سيقيم البابليين ضد مصر وسيفنى اليهود عندما يتم إخضاع مصر.

ومع هذا، اختار اليهود الذهاب إلى مصر بالرغم من كل شيء.

الشخصيات الرئيسية: إرميا، شعب إسرائيل ويهوذا، الأنبياء الكذبة، نبوخذنصّر

مواضيع مرتبطة بالشريعة:

قيام الأمم، الانكسار، الدمار، الإطاحة، عقاب يهوذا بحد السيف، المجاعة، الوباء، الرعاة غير الأمناء، التوبة، التخلي عن الرب وعهده، الزنى، لعن يهوذا مثل سدوم

إشارة إلى الأخبار السارة:

بناء الأمم وترسيخها، الشفاء، الرب سيرحم، البقية الباقية ستعود، غصن بار سيجلس على عرش داود، عهد جديد، قلوب جديدة، محبة الله الثابتة ورحمته، دينونة الأمم. 

بركات للقارئ

فيما أنت تقرأ نبوات إرميا، اكتسب تقديراً جديداً لأهمية التوبة اليومية والتكريس. في أيام إرميا، ضل شعب يهوذا لأنهم أهملوا كلمة الله إلى أن نسوا ماهية العبادة الحق والإيمان الصادق. تحمل إرميا، النبي “الحديدي”، أسوأ الظروف لأن كلمة الله اضطرمت فيه كالنار (20: 9) وقادته باستمرار في إيمانه وحياته. مثّل إرميا الصبور لنا قدوة في الصبر في الأمانة للرب أثناء كل التجارب.

أدرك أنه مهما كانت المشاكل التي تواجهم فإن إلهك الأمين يقف معك (1: 8). جوهر رسالة إرميا هي أن الرب سيكون دائماً خلاصنا الأبدي. حقق الله نبوءات إرميا بعهد جديد (31: 31-34) من خلال حياة وموت وقيامة ابنه يسوع المسيح الذي يرحّب بنا في ملكوته ويعطينا العهد الجديد بدمه.

 

المحتوى سفر إرميا

أولًا : المرثاة ألاولى : خراب أورشليم ( ١ : ١ – ٢٢)

أ ) حسرة إرميا ( ١ : ١ – ١١)

ب) حسرة أورشليم ( ١ : ١٢ – ٢٢)

ثانيًا :  المرثاة الثانية : شرح أسباب غضب الربّ ( ٢ : ١ – ٢٢)

أ ) وجهة نظر الربّ ( ٢ : ١ -١٠ )

ب) وجهة نظر الإنسان ( ٢ : ١١ – ١٩)

ج) صلاة إرميا ( ٢ : ٢٠ – ٢٢)

ثالثًا : المرثاة الثالثة : التعبير عن حزن إرميا ( ٣ : ١ – ٦٦)

أ ) محنته ( ٣ : ١ – ٢٠)

ب) رجاؤه ( ٣ : ٢١ – ٣٨)

ج) مشورته/  صلاته ( ٣ : ٣٩ – ٦٦)

رابعًا : المرثاة الرابعة : غضب لله مُفصَّلاً ( ٤ : ١ – ٢٢ )

أ ) على أورشليم (٤ : ١ – ٢٠)

ب) على أدوم (٤ : ٢١ و ٢٢)

خامسًا : المرثاة الخامسة : صلوات البقيَّة الباقية ( ٥ : ١ – ٢٢)

أ ) لكي يذكرهم الربّ ( ٥ : ١ – ١٨)

ب) لكي يَرُدَّهم الربّ ( ٥ : ١٩ – ٢٢)

التالى

المراثي

السابق

اشعياء

التالى المراثي

في هذا السِفْر يكتب النبيُّ إرميا 5 مقاطع شِعريَّةٍ يرثي بها دمار أورشليم من قِبَل البابليِّين. هناك شعورٌ عميقٌ من الأسى والحزن على مدى السِفْر. ومع ذلك، لدينا تذكيرٌ بأمانة الله تجاه شعبه حتَّى في وسط الدمار والفقدان (الخسارة).

السابق اشعياء

أرسل الله النبيَّ إشعياء ليحذِّر شعبه من القضاء (الإدانة) المستقبليِّ الآتي، ولكن أيضًا ليخبرهم عن ملكٍ وخادمٍ سيأتي في المستقبل، والذي سوف “يحمل آثام كثيرين“ (53 :12). ونرى في هذا السِفْر أنَّه في وسط القضاء (الإدانة) يتعزَّى شعب الله بالوعد المتعلِّق بالمسيح الآتي. 

“وَخَاطَبَهُمْ يَسُوعُ أَيْضاً فَقَالَ: «أَنَا نُورُ الْعَالَمِ. مَنْ يَتْبَعْنِي فَلا يَتَخَبَّطُ فِي الظَّلامِ بَلْ يَكُونُ لَهُ نُورُ الْحَيَاةِ».”

إنجيل يوحنا 12:8