ما الذي يعلمنا إياه الإنجيل عن عين الحسد؟

يرتعب الناس من عين الحسد. كنت أقف مرة في أوتوبيس مكتوب على بابه هذه الكلمات “بنخاف من العين”. واقع خوفنا من العين موجود في كل مكان؛ من قولنا “ما شاء الله” عندما يرينا أحدهم صورة طفلهم إلى الخوف  من أبسط عبارات المدح. يشعر الناس بالرعب من عين الحسد.

لكل شخص قصة عن مسار خاطئ حدث في حياتهم بسبب عين حسد أحدهم. اشترى أحد أصدقائي سيارة مؤخراً وحالما اخذها في جولة ارتطمت بشيء، وكان رد فعله للحادث هو أن أحدهم لا بد وأن حسد السيارة.

تعتبر عين الحسد قوة شريرة أو قوى يمكنها  التسبب بالأذى أو البلية للذين يُصابون (يُلعنون) بها.  يفعل الكثيرون أموراً للتخفيف من الآثار الشرير للعين، فيضعون كتبهم الدينية في سياراتهم لمنع الحوادث أو يكتبون اسم الله فوق عتبة باب البيت لحمايته، بل يصل الأمر ببعض الناس لمحاولة جعل أطفالهم يظهرون بمظهر قبيح لكي لا تبتليهم عين الحسد.

لكننا، كأتباع ليسوع المسيح، لا نملك أي سبب للخوف من العين. إذ يذكرنا الكتاب المقدس أن المسيح الذي فينا هو أقوى من أي قوة شريرة في هذا العالم (1يوحنا 4: 4)، كما يعلمنا يسوع المسيح “أخبَرتُكُمْ بِهَذَا لِكَي يَكُونَ لَكُمْ سَلَامٌ مِنْ خِلَالِي. سَتُواجِهُونَ ضِيقًا فِي العَالَمِ، لَكِنْ تَشَجَّعُوا فَأنَا قَدِ انتَصَرتُ عَلَى العَالَمِ.(يوحنا 16: 33).

أثناء قراءتنا للكتاب المقدس، نرى أن للمسيح سلطان على كل الأرواح الشريرة، فبكلمة واحدة من فمه يخضع له الشياطين. وهو قد أعطانا السلطان عليهم عند استخدام اسمه (لوقا 10: 17).

الله نفسه معنا، وهو يحارب معاركنا نيابة عنا. يعلم الكتاب المقدس أن “غَيْرَ أنَّنَا فِي كُلِّ هَذِهِ الشَّدَائِدِ، مُنتَصِرُونَ انتِصَارًا مَجِيدًا جِدًّا مِنْ خِلَالِ ذَاكَ الَّذِي أحَبَّنَا. فَأنَا مُقتَنِعٌ بِأنَّهُ مَا مِنْ شَيءٍ يَقْدِرُ أنْ يَفْصِلَنَا عَنْ مَحَبَّةِ اللهِ الَّتِي فِي المَسِيحِ يَسُوعَ رَبِّنَا. فَلَا مَوْتَ وَلَا حَيَاةَ، وَلَا مَلَائِكَةَ وَلَا أروَاحَ مُتَسَلِّطَةً، وَلَا شَيءَ فِي الحَاضِرِ، وَلَا شَيءَ فِي المُسْتَقْبَلِ، وَلَا قُوَىً رُوحِيَّةً، وَلَا شَيءَ مِمَّا فَوقَنَا، وَلَا شَيءَ مِمَّا تَحْتَنَا، وَلَا أيَّ شَيءٍ آخَرَ مَخْلُوقٍ يُمْكِنُ أنْ يَفْصِلَنَا عَنْ مَحَبَّةِ اللهِ الَّتِي لَنَا فِي المَسِيحِ يَسُوعَ رَبِّنَا.(رومية 8: 37-39).

يتم تذكرينا بعدم الخوف لأننا عزيزون في نظر الله، وهو يهتم بكل احتياجاتنا (لوقا 12: 4-7). إن كنا في المسيح إذاً فنحن أولاد الله وهو يحمينا كأبنائه.

يعلمنا الكتاب المقدس أن نغلب الشر بالخير (رومية 12: 21) فنفعل هذا من خلال محبة كل مَن هم حولنا “المحبة لا تحسد” (1كورنثوس 13: 4).

إذاً، كأتباع ليسوع المسيح، لا نعطي أي سلطان لعين الحسد على حياتنا. فنحن نتبع المسيح الذي غلب العالم، وفيه نحن أكثر من منتصرين.

إن كنت ترغب بمعرفة كيف يمكنك أن تتحرر من قوة العين وأن تحيا في انتصار المسيح وتصبح أكثر من غالب، تواصل معنا اليوم ونحن سنساعدك.