اتِّباع المسيح قد يؤدِّي إلى تعرُّضنا للاضطهاد

كثيرًا ما نُركِّز في هذا الموقع الإلكترونيِّ على جمال رسالة الإنجيل والخير الذي يأتي منها. وحقًّا إنَّ الخبر السارَّ المتعلِّق بكون الله يحبُّك وأنَّه- بواسطة يسوع المسيح- يخلِّص الخطاة هو خبرٌ جيِّدٌ وسارّ.

ولكنَّ اتِّباع المسيح في منطقة الشرق الأوسط قد يكون صعبًا جدًّا، ويكون الطريق مملوءًا بالألم. ولن تتفاجأ إذا علمْتَ أنَّنا نعيش في جزءٍ من العالم يُظهِر عِداءً شديدًا لأيِّ شخصٍ يتبع المسيح. إنَّ الاضطهاد حقيقيٌّ جدًّا ويختبره الكثيرون دون أيِّ سببٍ سوى أنَّهم وجدوا السلام مع الله بواسطة يسوع المسيح.

الصعوبة المتمثِّلة بعَيْش حياةٍ مزدوجة

الكثيرون من الناس الذين يتبعون المسيح في هذا الجزء من العالم الذي نعيش فيه يفعلون ذلك سِرًّا؛ حيث يظهرون للعالم الخارجيِّ من حولهم وكأنَّهم جزءٌ من الإيمان الذي تعتنقه الأغلبيَّة، ولكن في قلوبهم أصبحوا يعرفون بأنَّ المسيح هو مخلِّص العالم ويؤمنون بذلك.

إنَّ هذا قد يكون أيضًا مصدرًا للكثير من القلق. إنَّ محاولة عَيْش حياةٍ مزدوجةٍ هو أمرٌ ليس سهلًا. أحيانًا قد يكون ضروريًّا في بعض مراحل حياتنا أن نعيش إيماننا في السرِّ والخفاء. ولكنَّ هذا ليس سهلًا البتَّة.

مشاكل متعلِّقةٌ بالثقة في الآخرين

في هذا الجزء من العالم الذي نعيش فيه، قد تكون هناك أيضًا مشاكل كبيرةٌ متعلِّقةٌ بالثقة في الآخرين يعاني منها الناس الذين وضعوا إيمانهم في عمل المسيح لاسترداد البشريَّة. إنَّ الكثيرين من المؤمنين يخافون حتَّى من مشاركة إيمانهم مع الناس الآخرين الذين هُم من نفس الخلفيَّة التي ينحدر منها هؤلاء المؤمنون. وحتَّى إن كان ممكنًا تفهُّم ذلك فإنَّه يبقى صعبًا على جميع الأحوال.

تذكَّر أنَّك لستَ وحدك. إنَّ تاريخ الكنيسة هو تاريخٌ يتميَّز بالتعرُّض للاضطهاد. لقد قُتِل رُسُلُ المسيح الاثنا عشر جميعهم ما عدا واحدًا بسبب إيمانهم. لقد ضُرِب ربُّنا يسوع المسيح نفسه وقُتِل لأنَّه أعلن الرجاء المختصَّ بالخلاص للخطاة.

أحد المقاطع المفضَّلة لديَّ من الكتاب المقدَّس مذكورٌ في رسالة العبرانيِّين. لقد كان المؤمنون الذين وُجِّهَتْ الرسالة لهم يختبرون الكثير من الاضطهاد والألم لأنَّهم آمنوا بالمسيح. يُذكِّر كاتب الرسالة هؤلاء المؤمنين أن يبقوا أقوياء وألَّا يتركوا بعضهم بعضًا. ويقول لهم التالي:

ولكن تذَكَّروا الأيّامَ السّالِفَةَ الّتي فيها بَعدَما أُنِرتُمْ صَبَرتُمْ علَى مُجاهَدَةِ آلامٍ كثيرَةٍ. مِنْ جِهَةٍ مَشهورينَ بتعييراتٍ وضيقاتٍ، ومِنْ جِهَةٍ صائرينَ شُرَكاءَ الّذينَ تُصُرِّفَ فيهِمْ هكذا. لأنَّكُمْ رَثَيتُمْ لقُيودي أيضًا، وقَبِلتُمْ سلبَ أموالِكُمْ بفَرَحٍ، عالِمينَ في أنفُسِكُمْ أنَّ لكُمْ مالًا أفضَلَ في السماواتِ وباقيًا. فلا تطرَحوا ثِقَتَكُمُ الّتي لها مُجازاةٌ عظيمَةٌ.” (العبرانيِّين 32:10-35).

هذا التذكير يمنحني تشجيعًا عظيمًا. إنَّه يُذكِّرني بأنَّ الألم قد يحدث لي أو للناس الذين أحبُّهم لأنَّنا نتبع المسيح. وهو يذكِّرني أيضًا بعدم الهروب أو التخلِّي عن إخواني وأخواتي في الإيمان الذين يتألَّمون بسبب اتِّباعهم للمسيح، بل أن أكون مستعدًّا للتألُّم معهم إذا دعت الحاجة لذلك. فليُعطنا الربُّ جميعنا القوَّة والرجاء والحكمة لاحتمال الألم كما احتمله المسيح.

إذا كنتَ تابعًا للمسيح وأنت خائفٌ من الاضطهاد، فأنت لستَ وحدك في ذلك. الكثير من الناس لديهم هذا الشعور نفسه. ما أشجِّعك على القيام به هو أن تجد تابعًا آخر للمسيح لكي تشترك معه في المسير في هذا الطريق الصعب. لا يمكنك أن تفعل هذا وحدك. أنت تحتاج إلى أناسٍ آخرين لكي تصلِّي معهم ولكي يساعدوك في الأوقات الصعبة.

إذا كنت ترغب في أن تعرف أكثر عن الانتماء إلى مجموعةٍ من المؤمنين الآخرين في منطقتك، اتَّصل بنا اليوم وسوف نساعدك.