هل اختبرت غفران خطاياك؟

إن قرأت الأناجيل في الكتاب المقدس، ستكتشف أنها حافلة بحياة وأعمال يسوع المسيح. تعطينا الأناجيل لمحة جميلة عن تعاليم المسيح وماذا عن نفسه وكيف مات على الصليب كذبيحة كفارية فداءً لخطايانا. وستكتشف أيضاً كيف تفاعل المسيح مع الآخرين، محذّراً بعضهم بصرامة ومظهراً رحمة عميقة لبعضهم الآخر.

في أحد الأيام، كان المسيح يتناول طعام العشاء في بيت أحد قادة اليهود الدينيين. وفيما هم يأكلون، جاءت إليه امرأة خاطئة، وسقطت عند قدميه باكية، ومسحت دموعها عن قدميها بشعرها. استاء منها رجال الدين الجالسين إلى المائدة وقالوا في أنفسهم “لو كان هذا الرجل نبياً لَعَلِم مَن هذه الامرأة التي تلمسه وما هي“. لكن المسيح عرف بم يفكرون واستدار نحو القائد الديني وقال “عندي شيء أقوله لك(إنجيل لوقا 7: 39).

كان لمُداينٍ مديونان. على الواحد خمسمئة دينار وعلى الآخر خمسون. وإذ لم يكن لهما ما يوفيان سامحهما جميعاً. فقُل: أيهما يكون أكثر حُبّاً له؟” فأجاب رجل الدين: “أظن الذي سامحه بالأكثر”. فقال له المسيح “بالصواب حكمت.” ثم التفت إلى المرأة التي كانت تغسل قدميه بدموعها وقال “أقول لكَ، قد غُفِرَت خطاياها الكثيرة، لأنها أحبَّت كثيراً. والذي يُغفَر له قليل يحبّ قليلاً.” ثم قال لها: “مغفورة لكِ خطاياكِ … إيمانك قد خلّصكِ. اذهبي بسلام“. (اقرأ القصة كاملة في إنجيل لوقا 7: 36-50).

الطريقة الطبيعية التي نرغب باستحقاق غفراننا من خلالها هي أن نكون صالحين. لكننا نجد هنا امرأة خاطئة ليس فيها أي صلاح لتقدمه في سبيل نيلها الغفران وخلاصها. ومع هذا، أحبها الله وعاملها بكرامة من خلال يسوع المسيح وهذا أنتج دموع الامتنان والفرح. يُساق غالبية الناس لطاعة الله بسبب الخوف من العقاب، أو الرغبة بالمكافأة، أو بدافع من الشعور بالواجب. لكننا نجد هنا امرأة خاطئة حافزها الوحيد كان محبة الله نتيجة الرحمة التي وجدتها عند قدمي المسيح. لقد أحبت كثيراً لأنه غُفِر لها كثيراً. كانت محبتها نتيجة لحصولها على الغفران لا السبب، نتيجة حصولها على الغفران لا الشرط، نتيجة حصولها على الغفران لا المسبب له. لقد اعترفت أنها كانت خاطئة وأنها نالت الغفران.

ماذا عنك؟ هل أنت مستعد للاعتراف بأنك خاطئ وليس لديك شيء تقدمه لله للحصول على عفوه وغفرانه؟ هل أنت مستعد لأن تكون مثل هذه المرأة الخاطئة وتختبر محبة الله غير المشروط والحصول على الغفران الكامل والمجاني لخطاياك؟ إن كنت مستعداً لذلك، فأبواب رحمة الله مفتوحة أمامك اليوم. يسوع المسيح لا يرفض أبداً مَن يأتي إليه طالباً الرحمة.

إن كنت تريد أن تتأكد اليوم أن الله قد غفر خطاياك، تواصل معنا ونحن سنساعدك.