السماء ليست الهدف بل الله
هل طرحت يوماً هذا السؤال “كيف تبدو السماء؟”
فكرة السماء بالنسبة للكثيرين (خاصة الرجال)، ذاخرة بأمور مادية إما للامتلاك أو الاستمتاع. فيقولون أن السماء مليئة بالحدائق والمنازل والطعام والنساء. “فكل ما هو محرّم على الأرض حلال في الجنة”.
واحدة من أكثر الأشياء غرابة مما لاحظت في حديث الناس عن السماء هي أنهم لا يذكرون الله البتة. لقد سمعت قصصاً لا تعد ولا تحصى عن الحوريات وأنهار الخمر وكل الأشياء التي تجعل الحياة مريحة. لكن ولا مرة حدث أن تكلم أحدهم امامي عن السماء وقال “لا يمكنني الانتظار للذهاب إلى السماء لأكون في محضر الله”.
وهذا يطرح السؤال: ما هو محور الحياة؟ ما هو هدف حياتك الرئيسي؟ هل هو أن تكون صالحاً بما يكفي للدخول إلى السماء؟ ومن ثم ماذا؟ تستمع بالحدائق والمنازل والنساء؟
هل لاحظت أن المعادلة السابقة لا تتعلق بالله في أي شكل؟ لا هنا في هذه الأرض ولا في الحياة الآتية في السماء. كلها تدور حولك أنت. ومحور التركيز هو أنت.
قلب يسوع المسيح كامل فكرة السماء رأساً على عقب بإعادة توجيهنا عن أنفسنا نحو شيء أو شخص أعظم بكثير.
يشرح الكتاب المقدس الله لنا بأنه ليس ببعيد عنا بل مصدراً ونبعاً لكل الصلاح والجمال والبركة. فهو يفيض بالحب ومحبته تجعل كل المحبة الأرضية (البشرية) تبدو كانعكاس باهت.
لطف الله يفوق قدرتنا على الاستيعاب، ورحمته لا حدود لها في الارتفاع والعمق والطول والعرض. هو مُعطي الحياة وحافظ كل ذرة وخلية في الكون. ومع هذا، يعلم الكتاب المقدس أنه يعرفك شخصياً ويحبك. وهو يعرف كل شيء عنك منذ اللحظة التي وُلِدتَ فيها.
خلقك الله ليس لمجرد المتعة اللحظية بالحوريات في السماء بل لمتعة أعظم بكثير من ذلك، فقد خلقك الله لتعرفه وتتمتع في محضره إلى الأبد.
السبب الذي يدعو الناس لعدم التفكير بالله عند التفكير بالسماء هو أنهم لا يرون الله كنزاً لهم هنا على الأرض.
لماذا سأرغب بقضاء أبديتي في بركة محضر الله المباشرة في السماء عندما لا أتمتع بهذه الرغبة هنا على الأرض؟ أغلب الناس لهم عيون لكنهم لا يرون جمال الله، ولهم ألسنة لكنهم غير قادرين على تذوّق صلاح الله.
الوعد المجاني بالسماء الذي يقدمه يسوع المسيح للجميع هو سرور الله الكامل إلى الأبد. يقدم المسيح لنا السعادة الأبدية لأنه يقدمّ لنا الحياة الأبدية في محضر الله إلى الأبد.
يصوّر لنا الكتاب المقدس السماء بطريقة رائعة إذ ستكون “وسمعتُ صوتاً عظيماً من السماء قائلاً هوذا مسكن الله مع الناس وهو سيسكن معهم وهم يكونون له شعباً والله نفسه يكون معهم إلهاً لهم. وسيمسح الله كل دمعةٍ من عيونهم والموتُ لا يكون في ما بعد ولا يكون حزنٌ ولا صراخٌ ولا وجعٌ في ما بعد لان الأمور الأولى قد مضت. وقال الجالس على العرش ها أنا أصنع كل شيءٍ جديداً” (رؤيا 21: 3-5).
إن كنت ترغب بمعرفة المزيد عن الله، تواصل معنا اليوم.
اقرأ مقالات مشابِهة
لماذا يقول الكتاب المقدس أننا غرباء في هذا العالم؟
بالعيش في بلاد الشام، نألف جميعاً مفهوم التهجير جيداً. من سوريا إلى فلسطين إلى...اكمل القراءة
“لأَنَّ الشَّرِيعَةَ أُعْطِيَتْ عَلَى يَدِ مُوسَى، أَمَّا النِّعْمَةُ وَالْحَقُّ فَقَدْ تَوَاجَدَا بِيَسُوعَ الْمَسِيحِ.”
إِنْجِيلُ يُوحَنَّا 1:17