لماذا يقول الكتاب المقدس أننا غرباء في هذا العالم؟

بالعيش في بلاد الشام، نألف جميعاً مفهوم التهجير جيداً. من سوريا إلى فلسطين إلى لبنان إلى العراق والأردن، يستحيل تقريباً أن يمر يوم واحد دون الالتقاء بأحد يقيم في بلد ليست مسقط رأسه. نألف جميعاً فكرة العيش في بلدٍ ليست بلادك.

هنالك أمر مشترك بين كل المهجَّرين والمجتمعات، فعندما تعيش في أرض ليست أرضك تفكر دائماً بمسقط رأسك بعاطفة جياشة. وتقرأ الأخبار عن بلدك وتتذكر بإعجاب شديد الطعام والأماكن الجميلة وأدق الأشياء المتعلقة ببيتك. فأنت لا تريد أن ترمي جذورك في البلاد التي تعيش فيها الآن لأنك تريد أن تعود إلى بلادك وشعبك. هنالك شعور بأن كل شيء مؤقت. عندما تجتمع مع أناس من بلدك فانت تستمتع بالحديث عنها بلغتك أو لهجتك وتستمتع بأزيائها التي تذكرها منذ أيام عيشك فيها. فتذكر أبناءك بأن مكان سكناهم ليس بيتهم الحقيقي. أنت هنا لكنك تريد أن تكون في مكان آخر. هنالك شعور بأنك مجرد عابر طريق.

أنت غريب!

يستخدم الكتاب المقدس هذه اللهجة عن كوننا غرباء عندما يتكلم عن المؤمنين في يسوع المسيح. فمواطنتنا، تقول كلمة الله، ليست من هذا العالم، ونحن ننتظر بشوق إلى ترك غُربتنا والذهاب إلى حيث ننتمي حقاً (فيليب 3: 20-21).

يقول الكتاب المقدس عن بيتنا الحقيقي أنه “وطناً أفضل، أي سماوياً” وأنه “مدينة أعدّها الله لنا(عبرانيين 11: 15-16).

نتشجع في كوننا أناس مختلفين عن العالم، نعيش فيه لكننا لسنا جزءاً منه. “أَيُّهَا الأَحِبَّاءُ، مَا أَنْتُمْ إِلّا غُرَبَاءُ تَزُورُونَ الأَرْضَ زِيَارَةً عَابِرَةً. لِذَلِكَ أَطْلُبُ إِلَيْكُمْ أَنْ تَبْتَعِدُوا عَنِ الشَّهَوَاتِ الْجَسَدِيَّةِ الَّتِي تُصَارِعُ النَّفْسَ(1بطرس 2: 11).

ينبغي أن تذخر كلماتنا وأغنياتنا بتذكيرات عن كوننا مجرد عابري سبيل في هذا العالم، وأننا يوماً ما سنعود إلى بلادنا الحقيقية، بلادنا السماوية حيث الله هو ملكنا. فإلى ذلك المكان ننتمي حقاً.

يختم الكتاب المقدس بوعد معزي للمسيح “أنا آتي سريعاً” حيث رد الكنيسة المليء بالرجاء هو “تعالي أيها الرب يسوع(رؤيا 22: 20).

نحن غرباء وسياح عبر هذا العالم. فنتوق أثناء وجودنا هنا للعودة إلى الديار. فنحن نتوق لنكون مع إلهنا وأن نعيش في سلامه وتحت رعايته الأبوية.

إن كنت ترغب بمعرفة المزيد عن اتباع المسيح وكيف يمكنك أن تعود إلى الله وتصبح عضواً في ملكوته، تواصل مع نا اليوم ونحن سنساعدك.