ماذا يعني أن أجعل الله كنزي؟

في مرة، وجد فنان ماهر لوحة مذهلة أُخِذ بجمالها. وفيما هو منكب بالتحديق في اللوحة لبعض الوقت، لاحظ شخص آخر مدى تأمله في الصورة. فسال الرجل الفنان “كيف يمكنك أن تستمع برسم كهذا طوال هذا الوقت؟” فأجاب الفنان “لو كنت تملك عيناي لاختبرت نفس البهجة أثناء تحديقي فيها.”  

هل لديك عينان لرؤية الله بأنه كلي الصلاح وأنه كل الفرح المُسِر في حياتك؟

عندما نفكر بصلاح الله، يتحوّل تفكيرنا غالباً إلى أعمال الله. عمل الله صالح بكل تأكيد، إذ يعلم الكتاب المقدس “عَظِيمَةٌ هِيَ أَعْمَالُ ٱلرَّبِّ. مَطْلُوبَةٌ لِكُلِّ ٱلْمَسْرُورِينَ بِهَا.(مزمور 111: 2). لكن الكثيرين يتبعون الله كنوع من الصفقات. فهم يريدون كل العطايا الصالحة التي يقدمها لهم ويرهبون تهديده. لكن حتى  الحاكم الشرير المكروه من مواطنيه الذين يتبعونه للحصول على أشياء منه وتجنّب غضبه.

يريدنا الله أن نتذوق جماله  ونراه. يريد أن نحظى بعيون ترى فيه الصلاح الأعلى لحياتنا. يريدنا الله أن نتذوق ونرى كم هو صالح (مزمور 34: 8).

يجذب المغناطيس المعدن إليه، لكن لو تآكل الصدأ المعدن فإنه يفقد قوة الجذب التي فيه. المشكلة ليست بالمغناطيس وإنما بالمعدن.

ذات الشيء ينطبق علينا. فالله نفسه هو منبع كل صلاح. هو كنز يستحق أكثر بكثير من كل ما في العالم مجتمعاً. إن كنت تصارع في رؤية جماله، فهذا لا يعود لكونه غير جميل بل لأن لديك مشكلة في عينيك. تشرق الشمس بذات الإشراق في الأيام المشمسة كما في الأيام الملبدة بالغيوم. الفرق الوحيد هو أن رؤيتنا تحجبها الغيوم، وليس أن الشمس قد توقفت عن الإشراق، وإنما نحن غير قادرين على رؤيتها بسبب السحب.

يريد الله من أتباعه أن يتمتعوا فيه وأن يتجذّروا فيه هو وليس في عطاياه الموعودة أو تهديداته بالعقاب، بل في شخصه المجيد ذاته.

أين كنزك؟

قال يسوع المسيح مرة: “لِأَنَّهُ حَيْثُ يَكُونُ كَنْزُكَ هُنَاكَ يَكُونُ قَلْبُكَ أَيْضًا.(متى 6: 21).

هل يكمن كنزك في معرفة الله والتمتع بشخصه؟ أم أنك تحب الله فقط لما يقدر أن يقدمه لك أو لأنك خائف من وعيده؟

اطلب من الله أن يزيد قدرتك على رؤيته جميلاً. اطلب من الله أن يعطيك عينان تتذوق وترى كم هو صالح.

إن كنت ترغب في معرفة المزيد عن كيف يمكنك جعل الله كنزك، تواصل معنا اليوم ونحن سنساعدك.