يُشبَّه المسيح بسليمان الملك، لكنه أعظم!

سليمان واحد من أكثرالشخصيات تميُّزاً في تاريخ تعامل الله مع البشرية. فهو يشتهر بحكمته العظيمة، لكنه أيضاً باني أول هيكل لعبادة الله، وقد وسّع حدود مملكة اسرائيل أكثر من أي ملك آخر سبقه أو جاء بعده، كما كان باذخ الثراء وبنى العديد من المدن. كما كان مشهوراً بكتاباته واستخدمه الله لكتابة ثلاثة من أسفار الكتاب المقدس وهي سفر الأمثال وسفر الجامعة ونشيد الأنشاد. كان ابن الملك داود وحفيد راعوث وبوعز. سيرة حياة سليمان موثقة لنا في الكتاب المقدس إذ يمكنك أن تقرأها بالتفصيل في سفر الملوك الأول في الاصحاحات من 1-11 وسفر أخبار الأيام الثاني الأصحاحات 1-9.

بالرغم من أن سليمان كان رجلاً حكيماً وملكاً عظيماً وحاكماً محبوباً إلا أنه عانى من مشكلات جمة. فقد كانت عنده مشكلة شهوة كبيرة لاحقته كل أيام حياته، ولم يكن عنده ضبط للنفس فيما يتعلق بإشباع رغباته الجنسية الساقطة. لقد تزوج نساءً من أمم أخرى ممن عبدوا آلهة أخرى منع الله عبادتها. وبالرغم من أنه بنى هيكلاً مزخرفاً ضخماً لله إلا أنه قدّم الذبائح للآلهة الزائفة التي كانت تعبدها زوجاته.

كان سليمان ملكاً عظيماً وحاكماً متسلطاً وفيلسوفاً حكيماً وسياسياً محنكاً، كما كان نبياً ورجلاً مُختاراً من الله، وواحداً من كتاب الكتاب المقدس وبانياً للهيكل، لكنه كان مجرد إنسان مثلنا، فقد أرتكب الخطايا وعصى الله وانغمس في شهواته واحتاج للغفران ولنعمة الله في حياته.

عندما جاء المسيح معلماً الناس وشافياً لهم قال عن نفسه: “وَهَا هُنَا أَعْظَمُ مِنْ سُلَيْمَانَ!(متى 12: 42)

يسوع المسيح أعظم من سليمان.

بنى سليمان الهيكل الذي كان مسكناً لله ومركزاً لعبادة الله إله إبراهيم وإسحق ويعقوب. لكن المسيح هو هيكل الله (يوحنا 2: 18-22). فالمسيح هو محضر الله الساكن شخصياً مع البشرية. المسيح هو مركز عبادة الله الحق لأنه هو صورة الله غير المرئي (كولوسي 1: 15).

وعد الله ألا يحرم سليمان من محبته الفائقة؛ فحتى حينما أخطأ سليمان، لم يتوقف الله عن محبته له (2صموئيل 7: 14). المسيح هو الإثبات النهائي والأكمل لمحبة الله لنا. نحن، البشر، المكسورين الخطاة. يعلم الكتاب المقدس أن محبة الله أُظهِرَت بأجمل صورها من خلال موت المسيح من أجلنا (رومية 5: 8؛ يوحنا 3: 16؛ 1يوحنا 3: 16). بسبب ما فعله المسيح من أجلنا فهو لن يتركنا أو يتخلى عنا أبداً (عبرانيين 13: 5).

وسّع سليمان حدود مملكة اسرائيل أكثر من أي ملك من ملوك إسرائيل ممن سبقوه أو جاؤوا بعده. لكن المسيح وسّع حدود مملكة الله دون حرب أو معاهدات أو قوى بشرية وإنما بموته بتواضع على الصليب. أسس المسيح مملكة الله، ليس على قطعة من الأرض في الشرق الأوسط وإنما في قلب كل إنسان على الكوكب آمن به ونال الحياة والخلاص (يوحنا 3: 5).

فشل سليمان في العيش بحسب معايير الله لحياة الملك والنبي، إذ لم يكن لديه سيطرة على رغباته الجنسية وسمح لشهوته بالتحكم فيه. لكن المسيح نجح فيما فشل سليمان، إذ لم يسمح المسيح للشهوة بالتحكم فيه أبداً، فقد عاش حاية كاملة من ضبط النفس والامتثال الكامل لقوانين الله الأخلاقية. عاش المسيح الحياة المثالية التي عجز سليمان عنها (1بطرس 2: 21-25).

جاء الكثيرون من جميع أرجاء العالم للجلوس في محضر سليمان لرؤية كيفية إدارته لمملكته والاستماع إلى حكمته وسماع أحكامه. أما المسيح فقد دعا العالم بأسره ليس لمجرد الجلوس في محضره بل ليحظوا بعلاقة شخصية معه ويصبحوا ورثة لملكوت الله معه. لا يدعونا المسيح لمجرد حضرته الملكية لسماع حكمته وأحكامه بل يدعونا لنصبح أعضاءً في عائلة الملك (1بطرس 2: 9-10؛ يوحنا 1: 12؛ غلاطية 3: 26).

استخدم الله سليمان لكتابه أسفار كاملة من الكتاب المقدس، لكن المسيح هو كلمة الله المتجسدة والساكنة بيننا (يوحنا 1: 1). كان سليما أحكم من أي شخص آخر في العالم، لكن المسيح هو الحكمة نفسها (1كورنثوس 1: 30؛ كولوسي 2: 3). كان سليمان ملكاً عظيماً، لكن المسيح هو ملك الملوك الذي ستدوم مملكته وحكمه إلى الأبد، دون نهاية (رؤيا 17: 14؛ إشعياء 9: 7).

يُشبَّه يسوع المسيح بالملك سليمان لكنه أعظم. وبعكس سليمان المسيح حي الآن ويحكم من السماء على حياة كل مَن سلّمه حياته. وفي يوم ما سيعود ثانية ليأخذ كل الذين آمنوا به ونالوا الحياة والخلاص، وسيأخذنا إلى السماء كعريس يستقبل عروسه وسنحيا معه إلى الأبد في فرح لا يوصف (رؤيا 19: 6-8).

إذا كنت ترغب بقبول المسيح مخلصاً وملكاً وحكمة لحياتك يمكنك فعل ذلك اليوم. تواصل معنا ونحن سنساعدك على أخذ خطواتك الأولى.