ما هي عقيدة الخطيئة الأصلية؟

هنالك بضعة عقائد متعلقة “بالخطية الأصلية” موضع نقاش محتدم. فعقيدة الخطية الأصلية تنص ببساطة “نحن لسنا بخطاة لأننا نخطئ بل نحن نخطئ لأننا خطاة”، فهنالك شيء مكسور في داخلنا يجعلنا ما نحن عليه إذ نميل نحو الخطية والفساد بدلاً من البر والمحبة.

 عندما نعاين العالم من حولنا، نستخلص سريعاً أنه لا توجد بلاد على الأرض تخلو من الجريمة أو الشرطة أو المحاكم أو السجون. حتى تلك البلاد التي تطبق الأحكام الدينية بصرامة  لا تخلو من المشاكل الناتجة عن خطية البشر. أينما ذهبت لن تجد مجتمعاً يخلو من الكراهية والحسد والمرارة والنميمة والشهوة والكبرياء.

لماذا؟

عقيدة الخطية الأصلية بحسب تعليم الكتاب المقدس تعلمنا أن كل البشر يمثّلون في آدم وحواء اللذين هما أبوي البشرية كلها. وعندما تناولا من الشجرة التي منعهما الله من الأكل منها ارتكبا الخيانة ضد الله الذي كان ينبغي بهما أن يحبّاه ويثقا فيه ويطيعاه. فوالدينا الأولين سقطا من حالة النعمة والامتياز التي صممها الله في الأصل من أجلنا جميعاً، فدخلت الخطية والفساد إلى أبينا آدم وأمنا حواء. وعندما أنجبا الأبناء، لم يولد أبناؤهما كاملين وطاهرين وأبرياء بل وُلِدوا في ذات الطبيعة الساقطة والفاسدة التي كانت لوالديهم.

 نرى السرعة التي انهارت فيها البشرية تحت فساد الخطية في قتل هابيل لأخيه قايين، ومنذ ذلك الحين، لم تتحسن البشرية قط. بالرغم من كل تقدمنا في مجال التكنولوجيا والتعليم والصحة إلا أن شيئاً واحداً يبقى ثابتاً وهو أن جوهر البشرية مكسور: فطبيعتنا تميل نحو الخطية منذ اللحظة التي حُبِل بها فينا.

حقيقة سقوط البشرية وانكسارها تشكل مشكلة في كل ديانات العالم وحتى بالنسبة للعلمانيين والملحدين. فتحاول الديانات إصلاح مشكلة الخطية الأصلية بإخبار تابعيها للعمل بجدية أكبر ليكونوا أفضل، الأمر الذي يؤدي إما إلى القنوط واليأس إزاء إدراكك أنك لن تكون صالحاً كفاية أبداً، أو يقود إلى الكبرياء عندما تسيء الظن بأنك قد فعلت كل ما هو صواب وأنك أفضل من جميع الآخرين.

من جانب آخر، فكر العلمانيون أنهم بتعليم أفضل ومعايير عيش أعلى وعناية صحية أفضل يمكنهم اجتثاث الشر من بينهم الأمر الذي أثبت فشله، ففي القرن العشرين شهدنا نمواً مضطرداً للثروة والتعليم وتوقعات الحياة وبالرغم من ذلك كان أكثر القرون دمويةً على مدى تاريخ البشرية. ويبدو أن القرن الحادي والعشرين سيكون أسوأ.

فيما يحاول الملحدون الالتفاف حول مشكلة الخطية بالادعاء بعدم وجود شيء اسمه خطية. ما يراه الشخص على أنه شر يراه آخر بأنه جيد. يدعي الملحد أنه لا وجود لما هو صحيح أو خاطئ أخلاقياً، فالخير والشر خاضعان للنظام الاجتماعي، ولا يوجد أمر أخلاقية مُطلَقة.

 الوحيد الذي يقدم حلاً حقيقياً للبشرية لمشكلة الخطية الأصلية هو يسوع المسيح. فبعكس الديانات، لا يستخدم المسيح الشريعة ليسحقنا بالشعور بالذنب أو ينفخنا بالكبرياء. وبعكس العلمانيين فهو لا يفترض أن التعليم الأفضل أو التقديم العلمي سيحل مشكلتنا مع الخطية. وبعكس الإلحاد يعلمنا المسيح أن الخطية والأخلاقيات أمور حقيقية وليست مجرد أنظمة اجتماعية.

يعلم الكتاب المقدس أن المسيح فدانا من لعنة الشريعة بأن أصبح لعنة من أجلنا (غلاطية 3: 13), قال المسيح أنه لم يأتِ لينقض الشريعة بل ليتممها (متى 5: 17) أي أن المسيح جاء ليحقق ما لم نستطع نحن فعله بسبب طبيعتنا الخاطئة. “لأنه ما كان الناموس (الشريعة) عاجزاً عنه في ما كان ضعيفاً بالجسد فالله إذ أرسل ابنه في شِبْه جسد الخطية ولأجل الخطية دانَ الخطية في الجسد لكي يتم حُكم الناموس (الشريعة) فينا نحن السالكين ليس حسب الجسد بل حسب الروح(رومية 8: 3-4).

تقول الديانات أن علينا فعل المزيد أما المسيح فيقول “أنا قد فعلت كل شيء من أجلك“. العلمانية تقول أن نتعلم أكثر أما المسيح فيقول “أنا هو الطريق والحق والحياة“. الإلحاد يقول أن لا شيء يهم أما المسيح فيقول أنك مهم كثيراً بحيث أنه مستعد للمضي إلى الصليب من أجلك ليفديك ويخلصك.

الخطية والفساد والانكسار أمور حقيقية، ولم يقدم أحد سوى المسيح حلاً مرضياً لمشاكلنا يُشبع أعمق أشواق نفوسنا.

إن كنت ترغب بمعرفة المزيد عن غفران خطاياك من خلال عمل المسيح الكامل نيابة عنك، تواصل معنا اليوم ونحن سنساعدك.

“وَخَاطَبَهُمْ يَسُوعُ أَيْضاً فَقَالَ: «أَنَا نُورُ الْعَالَمِ. مَنْ يَتْبَعْنِي فَلا يَتَخَبَّطُ فِي الظَّلامِ بَلْ يَكُونُ لَهُ نُورُ الْحَيَاةِ».”

إنجيل يوحنا 12:8