أريد أن أتبع المسيح لكنني خائف من الاضطهاد
هنالك الكثيرون ممن يرغبون باتباع يسوع المسيح، فهم يحبون تعاليمه ويعجبون بحياة الخدمة والتضحية التي عاشها، ويؤمنون بأن ما فعله على الصليب كان من أجلهم. لكنهم يعرفون أيضاً أنهم لو تبعوا المسيح فإنهم سيعانون من الاضطهاد أو يُطرَدون من بيوتهم، أو يسيء أصدقاؤهم وعائلتهم معاملتهم.
هذا مصدر قلق وخوف كبيرين للعديد من الناس. يؤمن الكثيرون من كل قلوبهم في المسيح رباً ومخلصاً لهم ويؤمنون أنه يعطيهم الحياة الأبدية لكنهم يبقون مؤمنين في الخفاء.
إن كان هذا يعبّر عن حالك فاعلم أنك لست وحيداً. هنالك الكثيرون جداً مثلك تماماً. قبل أن نكمل هذه المقالة اريدك أن تعرف أنك حتى لو كنتَ مؤمناً في الخفاء فإن الله يعرفك ويهتم بك كثيراً. إنه يعرف اسمك ووضعك وهو ينظر إليك بعين الرحمة والرأفة.
يذخر الكتاب المقدس بالعديد من القصص عن أتباع يسوع المسيح ممن اختبروا الاضطهاد بسبب إيمانهم. منذ زمن المسيح وحتى اليوم تاريخ المسيحيين حول العالم يدور حول الاضطهاد. حتى يسوع المسيح نفسه اضُطهد حتى الموت. وبالرغم من أن لدينا الكثير من القصص عن أناس تبعوا المسيح بأمانة برغم الاضطهاد إلا أن أعظم قدوة لنا هو سيدنا يسوع المسيح نفسه الذي سار في طريق الألم قبلنا. يقول المسيح لكل الذين سيكونون تلاميذاً له: “إن أراد أحد أن يأتي ورائي فليُنكر نفسه ويحمل صليبه ويتبعني” (متى 16: 24).
الألم حقيقي، وغير مرغوب به أبداً. بالرغم من أن المسيح يتحدث عن حمل صليبك واتباعه إلا أنه لا يطلب منك أن تغيّر طريقك وكأنك تبحث عن صلبان لتحملها. كأتباع للمسيح، “نحن نسالم الجميع بقدر المستطاع” و “لا ننتقم لأنفسنا بل نترك ذلك لغضب الله” (رومية 12: 18، 19). لكن هنالك وعدٌ بالألم للمؤمنين بالمسيح أيضاً “جميع الذين يريدون أن يعيشوا بالتقوى في المسيح يسوع يُضطَهدون” (2تيموثاوس 3: 12). بالنسبة لأتباع المسيح لا يتم السعي أو البحث عن الاضطهاد لكن يتم توقعه على الدوام.
وعد الألم حقيقي لكن وعد المكافأة لكل من يتألمون من أجل المسيح يظل أعظم. “لذلك لا نفشل، بل وإن كان إنساننا الخارج يفنى، فالداخل يتجدد يوماً فيوماً. لأن خِفّة ضيقتنا الوقتية تُنشئ لنا أكثر فأكثر ثِقَل مجدٍ أبدياً” (2كورنثوس 4: 16، 17).
إن كنت تباعاً ليسوع المسيح في السر، لا تفشل فالله معك وهو يعرف كل ما يقلقك. هنالك آية في الكتاب المقدس تتحدث عن وجود وقت لكل شيء “وقت للصمت ووقت للكلام” (جامعة 3: 7).
أنت لست وحيداً. قال المسيح “لا أهملك ولا أتركك” (عبرانيين 13: 5). هنالك وصف جليل لحياة أتباع المسيح في الكتاب المقدس “مكتئبين في كل شيء، لكن غير متضايقين. متحيرين، لكن غير يائسين. مضطهدين، لكن غير متروكين. مطروحين، لكن غير هالكين” (2كورنثوس 4: 8، 9).
إن كنت تابعاً خفياً ليسوع المسيح، تشجّع، فالله معك. إن كنت تريد أن تتعلم المزيد اتصل بنا وسنساعدك لكي تنمو في إيمانك في يسوع المسيح.
— اقرأ مقالات مشابِهة —
“لأَنَّ الشَّرِيعَةَ أُعْطِيَتْ عَلَى يَدِ مُوسَى، أَمَّا النِّعْمَةُ وَالْحَقُّ فَقَدْ تَوَاجَدَا بِيَسُوعَ الْمَسِيحِ.”
إِنْجِيلُ يُوحَنَّا 1:17