معجزات يسوع المسيح السبع

المعجزة الأولى: تحويل الماء إلى خمر

1وَفِي الْيَوْمِ الثَّالِثِ كَانَ عُرْسٌ فِي قَانَا بِمِنْطَقَةِ الْجَلِيلِ، وَكَانَتْ هُنَاكَ أُمُّ يَسُوعَ. 2وَدُعِيَ إِلَى الْعُرْسِ أَيْضاً يَسُوعُ وَتَلامِيذُهُ. 3فَلَمَّا نَفَدَتِ الْخَمْرُ، قَالَتْ أُمُّ يَسُوعَ لَهُ: «لَمْ يَبْقَ عِنْدَهُمْ خَمْرٌ!» 4فَأَجَابَهَا: «مَا شَأْنُكِ بِي يَا امْرَأَةُ؟ سَاعَتِي لَمْ تَأْتِ بَعْدُ!» 5فَقَالَتْ أُمُّهُ لِلْخَدَمِ: «افْعَلُوا كُلَّ مَا يَأْمُرُكُمْ بِهِ». 6وَكَانَتْ هُنَاكَ سِتَّةُ أَجْرَانٍ حَجَرِيَّةٍ، يَسْتَعْمِلُ الْيَهُودُ مَاءَهَا لِلتَّطَهُّرِ، يَسَعُ الْوَاحِدُ مِنْهَا مَا بَيْنَ مِكْيَالَيْنِ أَوْ ثَلاثَةٍ (أَيْ مَا بَيْنَ ثَمَانِينَ إِلَى مِئَةٍ وَعِشْرِينَ لِتْراً). 7فَقَالَ يَسُوعُ لِلْخَدَمِ: «امْلأُوا الأَجْرَانَ مَاءً». فَمَلأُوهَا حَتَّى كَادَتْ تَفِيضُ. 8ثُمَّ قَالَ لَهُمْ: «وَالآنَ اغْرِفُوا مِنْهَا وَقَدِّمُوا إِلَى رَئِيسِ الْوَلِيمَةِ!» فَفَعَلُوا. 9وَلَمَّا ذَاقَ رَئِيسُ الْوَلِيمَةِ الْمَاءَ الَّذِي كَانَ قَدْ تَحَوَّلَ إِلَى خَمْرٍ، وَلَمْ يَكُنْ يَعْرِفُ مَصْدَرَهُ، أَمَّا الْخَدَمُ الَّذِينَ قَدَّمُوهُ فَكَانُوا يَعْرِفُونَ، اسْتَدْعَى الْعَرِيسَ، 10وَقَالَ لَهُ: «النَّاسُ جَمِيعاً يُقَدِّمُونَ الْخَمْرَ الْجَيِّدَةَ أَوَّلاً، وَبَعْدَ أَنْ يَسْكَرَ الضُّيُوفُ يُقَدِّمُونَ لَهُمْ مَا كَانَ دُونَهَا جَوْدَةً. أَمَّا أَنْتَ فَقَدْ أَبْقَيْتَ الْخَمْرَ الْجَيِّدَةَ حَتَّى الآنَ!»11 هَذِهِ الْمُعْجِزَةُ هِيَ الآيَةُ الأُولَى الَّتِي أَجْرَاهَا يَسُوعُ فِي قَانَا بِالْجَلِيلِ، وَأَظْهَرَ مَجْدَهُ، فَآمَنَ بِهِ تَلامِيذُهُ. 12وَبَعْدَ هَذَا، نَزَلَ يَسُوعُ وَأُمُّهُ وَإخْوَتُهُ وَتَلامِيذُهُ إِلَى مَدِينَةِ كَفْرَنَاحُومَ، حَيْثُ أَقَامُوا بِضْعَةَ أَيَّامٍ.

المعجزة الأولى الواردة في إنجيل يوحنا هي معجزة غريبة إذ حوّل يسوع المسيح الماء إلى خمر في أحد الأفراح.

قد نتأمل في هذه المعجزة ونفكر بأنه كان ينبغي على المسيح فعل شيء مختلف وأكثر روعة مثل إقامة ميت وإعادته للحياة أو شفاء المرضى. لكن المعجزة الأولى التي قام بها المسيح كانت تحويل الماء إلى خمر.

هذه المعجزة العجيبة تذخر بالمعاني إن بحثنا عنها لنراها.

زواج

اختار المسيح موقع احتفال بالزواج لإجراء أولى معجزاته، فالمكان مناسب ومليء بالمعاني والتميز. فحفلات الزواج مفعمة بالفرح. يُستخدم مجاز الزواج في الكتاب المقدس لتفسير علاقة المسيح بالذين يؤمنون به. فمحبة المسيح لنا مثل محبة العريس لعروسه (متى 9: 15، رؤيا 21: 9). كما يعلم الكتاب المقدس أن الله سيتحد معنا كما يتحد العريس بالعروس “أخطبك لنفسي إلى الأبد” (هوشع 2: 19).

الماء والخمر

الماء المذكور هنا موجود في أوعية تُستَخدَم لطقوس التطهير الديني. هذا النوع من التطهير لا يتعمق اكثر من تغسل الجلد، فهو يتعامل مع الإنسان من الخارج، وليس فيه القدرة للتعامل مع مشكلتنا الحقيقية، ألا وهي الطبيعة الفاسدة. تتشابه كل الأديان في أنها تركز على الطهارة الخارجية وتتجاهل حاجتنا الأعمق لقلبٍ جديد. وحده المسيح يقدر أن يمنحنا الطهارة الحقيقية (حزقيال 36: 26). يرمز الماء إلى الشريعة والخوف والديانة بينما يرمز الخمر إلى الإنجيل والفرح والعلاقة مع الله.

ساعتي

في كل مرة تكلم فيها المسيح عن “ساعته” يكون يشير إلى زمن موته الفادي على الصليب والذي يشكّل إرسالية حياته العُظمى (يوحنا 12: 27؛ 13: 1). في العهد القديم، كان الخمر رمزاً للفرح الآتي والحياة الجديدة مع المسيح التي سيعطيها لشعبه عند مجيئه. عندما قال المسيح أن ساعته لم تأتِ بعد فغنه كان يتنبأ عن الخمر الرمزي أو فرح ملكوت الله الآتي.

أظهر مجده

عمل تحويل الماء إلى خمر هذا الذي يبدو بسيطاً أظهر عظمة مجد المسيح. فقد رأى التلاميذ ذلك وآمنوا فيه. فالمسيح يرشد إلى ملكوته الذي لا يشبه ممالك العالم (يوحنا 18: 36)، لكنه ملكوت روحي يكون في الله نفسه ملكنا ويسكن فينا. وسنختبر في ملكوته ملء الفرح، الذي هو الخمر الجديد في الملكوت (لوقا 2: 22).

هل تذوقت يوماً خمر المسيح الجديد؟ إنه ليس مثل الماء القديم الذي قدّمته لنا الديانات والطقوس، لكن خمره هو الحياة والفرح في العلاقة الكاملة مع الله.

إن كنت ترغب في الحصول على علاقة شخصية مع الله وتتأكد من أنك ستقضي الأبدية مستمتعاً بالله في الفردوس، تواصل معنا اليوم ونحن سنساعدك.

– معجزات المسيح السبع –

مقدمة إلى معجزات يسوع المسيح السبع