شبّه المسيح نفسه بالهيكل، لكنه أعظم
قبل حوالي ألف سنة من ميلاد يسوع المسيح، حكم الملك داود شعب الله، وأسس أورشليم عاصمة لهم، وأحضر تابوت العهد إلى المدينة، وقرر أن يبني هيكلاً مهيباً لله.
وللمفاجأة، لم يسمح الله للملك داود ببناء الهيكل بل أوكل المهمة لابنه، سليمان الحكيم. بنى سليمان الهيكل في ذات المكان الذي قدم فيه الله ذبيحة بديلة بدلاً عن إسحق ابن إبراهيم قبل ألف سنة مضت (تكوين 22).
كان الهيكل محور عبادة إله إبراهيم وإسحق ويعقوب. وبالرغم من أن مبنىً لا يقدر أن يحوي الله، أختار الله أن يسكن مع شعبه بطريقة فريدة من خلال الهيكل.
فالهيكل هو المكان الذي يقدم فيه الكهنة التقدمات والذبائح في يوم الكفارة لغفران الخطايا. وفي داخل الهيكل، كان هنالك مكان يدعى “قدس الأقداس” حيث يقبع تابوت العهد. صُنِع التابوت في زمن موسى وكان يحتوي ضمن أشياء أخرى شريعة الله التي أعطيت لشعبه بعد خروجهم من مصر وتحررهم من العبودية هناك. كان تابوت العهد يرمز إلى وعد الله بأنه لن يترك شعبه أبداً أو يتخلى عنهم، وكان التمثيل الملموس لوجوده معه.
لم يعلن يسوع المسيح أنه أعظم من الهيكل بل أعلن أنه هو ذاته الهيكل الحقيقي (متى 12: 6؛ يوحنا 2: 18-22).
كيف يكون المسيح مثل الهيكل بل أعظم؟
أولاً، قال المسيح أنه هو الهيكل الجديد والحقيقي (يوحنا 2: 18-22). هو الهيكل المبني دون أيدي. المسيح هو تحقيق كل ما كان يرمز الهيكل إليه ووعد به. الهيكل المبني في أورشليم كان ظلاً، لكن المسيح هو الجوهر الحقيقي (كولوسي 2: 17).
كان الهيكل محور العبادة ومكان حضور الله الساكن وسط شعبه. يعلمنا الكتاب المقدس أن المسيح هو كلمة الله وأن الكلمة أصبح جسداً وعاش بيننا (يوحنا 1: 1، 14). وتعلم كلمة الله مرة أخرى أن “في المسيح، يحل كل ملء اللاهوت (أي الله) جسدياً” (كولوسي 2: 9). وأخيراً، قيل لنا أن نبوءة ألفية قالها الملك داود منذ ألف سنة تحققت في المسيح “هيّأت لي جسداً” (عبرانيين 10: 5). المسيح هو حضور الله الساكن جسدياً بين شعبه.
كان الهيكل مكان تقديم الذبائح والغفران والكفارة. فالذباح المقدمة على مذبح الكفارة وغفران الخطايا كانت تقدم سنوياً إذ لم تكن قوية بما يكفي للتعامل مع جذر الموضوع. لم تقدر الذبائح المقدمة في الهيكل إلا أن تقدم راحة مؤقتة للخاطئ الذي يؤمن، لكنها لم تتمكن من إيقافه عن ارتكاب الخطية. لكن عندما جاء المسيح، قدم لنا جسده لمرة واحدة عن غفران كامل لكل الخطايا (عبرانيين 10: 11-12، 14). لقد سفك دمه لغفران الخطايا ولجعلنا خليقة جديدة فيه (2 كورنثوس 5: 17). قبل موت المسيح، لم يكن يُقدَّم إلا دم الحيوانات كذبيحة كفارية، لكن الآن، توفّر دم حَمَل الله الطاهر والبريء والكامل لإرضاء كل غضب الله ومطالبه (يوحنا 1: 29؛ رومية 3: 25).
وأخيراً، المسيح هو التحقيق المثالي للهيكل كمكان لحضور الله الساكن مع البشر، وغفران الخطايا وخدمة الكهنة أمام الله نيابة عن الشعب.
يعلمنا الكتاب المقدس أن “فَلَنَا الآنَ، أَيُّهَا الإِخْوَةُ حَقُّ التَّقَدُّمِ بِثِقَةٍ إِلَى «قُدْسِ الأَقْدَاسِ» (فِي السَّمَاءِ) بِدَمِ يَسُوعَ. وَذَلِكَ بِسُلُوكِ هَذَا الطَّرِيقِ الْحَيِّ الْجَدِيدِ الَّذِي شَقَّهُ لَنَا الْمَسِيحُ بِتَمْزِيقِ الحِجَابِ، أَيْ جَسَدِهِ. وَلَنَا أَيْضاً كَاهِنٌ عَظِيمٌ يُمَارِسُ سُلْطَتَهُ عَلَى بَيْتِ اللهِ. فَلْنَتَقَدَّمْ إِلَى حَضْرَةِ اللهِ بِقَلْبٍ صَادِقٍ وَبِثِقَةِ الإِيمَانِ الْكَامِلَةِ، بَعْدَمَا طَهَّرَ رَشُّ الدَّمِ قُلُوبَنَا مِنْ كُلِّ شُعُورٍ بِالذَّنْبِ، وَغَسَلَ الْمَاءُ النَّقِيُّ أَجْسَادَنَا“ (عبرانيين 10: 19-22). تعلمنا الكلمة الموحَى بها أن المسيح هو هيكلنا وكاهننا وذبيحتنا الكفارية.
ثمر وفائدة هذا هو القدرة للاقتراب إلى الله بقلوب نقية بعد أن تطهّرنا بدم المسيح.
يسوع المسيح هو مثل الهيكل بل أعظم لكي تتمكن من السكن في محضر الله إلى الأبد دون خوف عالماً أنه خطاياك قد غُفِرَت للأبد بدم المسيح الثمين الذي انسفك من أجلك.
إذا كنت تريد أن تعرف كيف تتمتع بعلاقة شخصية مع الله من خلال عمل المسيح على الصليب من أجلك، تواصل معنا اليوم ونحن سنساعدك.
— اقرأ مقالات مشابِهة —
“لأَنَّ الشَّرِيعَةَ أُعْطِيَتْ عَلَى يَدِ مُوسَى، أَمَّا النِّعْمَةُ وَالْحَقُّ فَقَدْ تَوَاجَدَا بِيَسُوعَ الْمَسِيحِ.”
إِنْجِيلُ يُوحَنَّا 1:17