كيفيَّة التخلُّص من المرارة
لا يوجد شيءٌ مُتميِّزٌ بشأن المرارة؛ فالجميع يتعامل معها ويختبرها. تأتي المرارة من الشعور بأنَّنا تعرَّضنا للأذى أو سوء المعاملة. عندما يقوم شخصٌ ما باستغلالنا أو إحراجنا أمام الآخرين، فيمكن أن نبدأ باختبار مشاعر الغضب تجاه ذلك الشخص. وعندما يُطِيل هذا الغضب البقاء فينا وينمو داخلنا فهو يقود إلى المرارة.
مَن لم يتعامل مع المرارة ويختبرها؟ عندما يجري الدوس على كرامتك، أو يجري الاستهزاء بك أو الإساءة إليك، فنحن نتجاوب بصورةٍ طبيعيَّةٍ مع ذلك بالغضب. ولكنَّ المرارة تأتي عندما ندع مشاعر الغضب هذه تتفاقم وتتقيَّح داخلنا. عندما نتمسَّك بالضغينة وعندما نحتفظ بمشاعر سوداء قاتمة تجاه أولئك الذين ظلمونا، فإنَّنا نترك الباب مفتوحًا على مصراعيه لكي تأخذ المرارة مكانًا في حياتنا وتغرس جذورها.
يمكن للمرارة أن تغمرنا وتثقل كاهلنا.
إنَّ المرارة واحدةٌ من أكثر المشاعر الإنسانيَّة تدميرًا وتسميمًا، حيث يمكنها أن تُخرِّب صداقاتنا وعلاقاتنا وزيجاتنا، ويمكنها حتَّى أن تؤثِّر في صحَّتنا الجسديَّة.
يُقدِّم المسيح علاجًا للمرارة. وكما هو الحال مع معظم الأدوية، يمكن أن يكون ابتلاعه صعبًا.
المسيح يعلِّمنا أن نغفر
إنَّ تعاليم المسيح عن الغفران هي جزءٌ جوهريٌّ من رسالته. في كلِّ مكانٍ ننظر إليه في الكتاب المقدَّس نرى الأمر بأن نغفر لأولئك الذين سبَّبوا الأذى لنا أو أخطؤوا بحقِّنا. يعلِّمنا المسيح أن “أحِبّوا أعداءَكُمْ. بارِكوا لاعِنيكُمْ. أحسِنوا إلَى مُبغِضيكُمْ، وصَلّوا لأجلِ الّذينَ يُسيئونَ إلَيكُمْ ويَطرُدونَكُمْ” (متَّى 44:5)، وكذلك “فاغفِروا إنْ كانَ لكُمْ علَى أحَدٍ شَيءٌ” (مرقس 25:11). إنَّ رسالة المسيح المتعلِّقة بالغفران هي رسالةٌ مركزيَّةٌ في التعليم الذي يقدِّمه.
والغفران هو أمرٌ مركزيٌّ لمحاربة المرارة في حياتنا. إنَّ المسيح لا يأمر بالغفران فقط لأنَّه أمرٌ لطيفٌ نعمله، ولكن لأنَّه الطريقة التي بها نحارب المرارة ونمنعها من أن تأخذ مكانًا في حياتنا وتغرس جذورها. إنَّ القوَّة المدمِّرة للمرارة تضعف عندما نغفر لأولئك الذين أخطؤوا بحقِّنا.
يقول الكتاب المقدَّس: “لا يَغلِبَنَّكَ الشَّرُّ بل اغلِبِ الشَّرَّ بالخَيرِ” (رومية 21:12). إنَّ تعليمات يسوع المسيح بأن نغفر هي الكيفيَّة التي بها نتغلَّب على الشرِّ الذي يرتكبه الآخرون ضدَّنا. إنَّ الغفران صعبٌ، ولكن لم يقل أحدٌ أنَّه سهل.
لم يعطنا المسيح فقط الأمر بأن نغفر، بل هو أعطانا أيضًا المثال الكامل والنموذجيَّ للغفران.
عندما عاش المسيح في الأرض، لم يفعل أيَّ شيءٍ خاطئ. يقول الكتاب المقدَّس: “الّذي لَمْ يَفعَلْ خَطيَّةً، ولا وُجِدَ في فمِهِ مَكرٌ، الّذي إذ شُتِمَ لَمْ يَكُنْ يَشتِمُ عِوَضًا، وإذ تألَّمَ لَمْ يَكُنْ يُهَدِّدُ بل كانَ يُسَلِّمُ لمَنْ يَقضي بعَدلٍ. ” (1 بطرس 22:2-23).
وعندما كان المسيح معلَّقًا على الصليب – إذ كان يموت كإنسانٍ بريءٍ عن خطايا العالم– صرخ إلى أبيه في السماء: “اغفر لهم“ (لوقا 34:23). إنَّ المسيح لا يأمرنا أبدًا أن نفعل شيئًا لم يكن مستعدًّا هو أن يفعله.
كيف نتخلَّص من المرارة؟ بأن نتجاوب مع أولئك الذين سبَّبوا الأذى لنا بالمحبَّة والغفران. وحده الله الذي يستطيع أن يعطينا هذه القوَّة لنغفر لأولئك الذين أخطؤوا بحقِّنا. فقط من خلال المسيح يمكننا أن نمتلك القوَّة لكي نُحِبَّ أعداءنا.
إذا كنت ترغب أن تعرف المزيد عن الكيفيَّة التي يمكن بواسطتها أن تكون في علاقةٍ مع الله من خلال المسيح، وكيف تختبر القوَّة للغفران، اتَّصل بنا اليوم وسوف نساعدك لكي تحصل على هذه البداية.
— اقرأ مقالات مشابِهة —
ما الذي يعلمه الكتاب المقدس بشأن الانتقام؟
الانتقام هو النيل من أحد ما، عادة بأخذ الثأر بطريقة ما أو التسبب بأذى كرد فعل لشيء فعله بنا.
“لأَنَّ الشَّرِيعَةَ أُعْطِيَتْ عَلَى يَدِ مُوسَى، أَمَّا النِّعْمَةُ وَالْحَقُّ فَقَدْ تَوَاجَدَا بِيَسُوعَ الْمَسِيحِ.”
إِنْجِيلُ يُوحَنَّا 1:17