كيف أكون مقبولاً عند الله؟

في يوم القيامة، سنقف جميعاً، أنا وأنت وكل مَن عاش يوماً، أمام الله قاضياً لنا.

كيف ستتمكن من الوقوف امام الله في ذلك اليوم وتكون مقبولاً في نظره؟

البر الذاتي طبيعي لذاتنا الساقطة والفاسدة، لذلك، فجوهر كل ديانة بشرية زائفة  ستعتمد على “الذات”. بمعنى آخر، علامة الديانة الزائفة ستكون في أنها ستخبرك أنك يمكن أن تكون مقبولاً أمام الله في يوم الدينونة من خلال أعمالك الصالحة.

ستخبرك كل الديانات البشرية أن تبذل أفضل ما عندك وأن تعمل بجهد أكبر ورحمة الله ستكمل ما ينقص من جهودك.

هذا خاطئ.

الله قدوس. هذا يعني أنه كامل ومثالي وليس فيه عيب أو نقص. يقول الله لنا في كلمته الموحى بها، الكتاب المقدسكُونُوا قِدِّيسِينَ، لأَنِّي أَنَا قُدُّوسٌ!(1بطرس 1: 16).

إن كان هذا المعيار قد صدمك فهذا يعود لأن الديانات البشرية لا تعلم عن قداسة الله.  فالديانات تعمل بجد لتخفيف اوامر الله لشعبه. الديانات الزائفة تقول: :افعل أفضل ما عندك” لكن الله يقول: “كن قديساً“.

رسائل كل الديانات الزائفة متشابهة. فبلا شك ستخبرك الديانات البشرية: “كن شخصاً صالحاً. اتبع شريعة الله. اكتسب القدر الذي تستطيع من الفضائل، لكي يقارن الله أعمالك الصالحة والشريرة في يوم الدينونة“. هذا هو تعريف الوثوق ببرك الذاتي.

بمعنى آخر، سيكون هناك ميزان يوزن أعمالك، والمعادلة بسيطة: إن رجحت كفة أعمالك الصالحة على أعمالك الشريرة فستنجح وتدخل الجنة.

إلا أن الأمور تتعقد إن بدأت بطرح أسئلة جادة حول هذه المعادلة.

“كيف أعرف إن كانت أعمالي تُحتَسَب صالحة أو لا؟” فمثلاً، إن صليت لكن قلبي لم يكن خاشعاً وكان ذهني مشغولاً في أمور أخرى، هل تُحتَسَب عملاً صالحاً؟

هل يحكم الله على أعمالي بناء على ما أفعله فقط أو أنه يهتم أكثر بقلبي ونواياي القلبية؟

إن كان الله يهتم بنواياي اكثر من مجرد الطاعة السطحية عندها كيف يمكنني أن احكم على نواياي؟ كيف أعرف إن كانت النوايا الخاصة بي طاهرة؟ وما مدى  الطهارة المطلوبة لتكون نواياي مقبولة؟ طاهرة تماماً أو 50% طاهرة؟ هل ترى المشاكل التي تنبع من قياس المعايير الخاصة بالديانات البشرية.

الأخبار السارة هي أن هذه الديانات تفشل في تقديم الحق لك في أن الله قد وفّر كل شيء لك. إذ لم يتركنا الله لوحدنا لمناقشة ماهية الطهارة في دوافعنا وكيفية قياسها.

لقد وفر الله لنا طريقة تضمن لنا بكل تأكيد أنك ستكون مقبولاً أمام الله في يوم الدينونة.

الإجابة هي سيدنا المسيح.

في كلمة الله الموحى بها، يعلمنا المسيح أن “اللهَ لَمْ يُرْسِلِ ابْنَهُ إِلَى الْعَالَمِ لِيَدِينَ الْعَالَمَ، بَلْ لِيَخْلُصَ الْعَالَمُ بِهِ(يوحنا 3: 17). يريدك الله أن تكون مقبولاً في يوم الدينونة. ولا يريد أن تكون مُداناً، فصنع بنفسه طريقة لك لتخلُص.

لكن، كيف يمكنني الإفلات من دينونة الله وأخلص بالمسيح؟

تملي عليك الديانات البشرية ما عليك فعله  لترضي الله، لكن الإنجيل هو الرسالة التي تعلمك ما قد فعله الله ليخلّص البشر. رسالة الإنجيل هي نقيض رسائل الديانات البشرية.

يعلم الكتاب المقدس بأن “مَا عَجَزَتِ الشَّرِيعَةُ عَنْهُ، لِكَوْنِ الْجَسَدِ قَدْ جَعَلَهَا قَاصِرَةً عَنْ تَحْقِيقِهِ، أَتَمَّهُ اللهُ إِذْ أَرْسَلَ ابْنَهُ، مُتَّخِذاً مَا يُشْبِهُ جَسَدَ الْخَطِيئَةِ وَمُكَفِّراً عَنِ الْخَطِيئَةِ فَدَانَ الْخَطِيئَةَ فِي الْجَسَدِ حَتَّى يَتِمَّ فِينَا الْبِرُّ الَّذِي تَسْعَى إِلَيْهِ الشَّرِيعَةُ، فِينَا نَحْنُ السَّالِكِينَ لَا بِحَسَبِ الْجَسَدِ بَلْ بِحَسَبِ الرُّوحِ(رومية 8: 3-4).

إن لم تكن ضليعاً في الكتاب المقدس فسيبدو ما سبق مُربكاً لك، فما الذي يقوله الله في هذا المقطع؟

الشريعة صالحة ومطالبها بارة لكن الجزء غير السار هو أننا نكسر الشريعة باستمرار. فالشريعة من الله لكننا جسد، لذا نقف مُدانين. 

لكن الله فعل لنا ما لم نقدر على فعله من تلقاء أنفسنا. لقد أرسل يسوع المسيح إلى العالم، كبشر، ليعيش بحسب معايير الله الكاملة وليحقق متطلبات شريعة الله. ومن ثم، بالإيمان فيما فعله المسيح، تنطبق حياة طاعته الكاملة علينا.

شريعة الله – معيار الطاعة الكاملة – تحقق فينا من خلال المسيح. نتيجة هذه المبادلة العظيمة هي اننا نحيا الآن ليس بحسب رغبات جسدنا الخاطئ وإنما بحسب روح الله. فقد خلُصنا وتغيّرنا من قِبَل الله .

الآن، ونحن لابسون كمال المسيح، يمكننا الوقوف أمام الله في يوم الدينونة بدون خوف. يعلم الكتاب المقدس أن الخوف يأتي من توقع العقاب للشر الذي ارتكبناه. لكن المحبة، محبة الله لنا، تطرح الخوف خارجاً، لأن المسيح قد حمل عقابنا وسمّره على الصليب (1يوحنا 5: 18؛ 1بطرس 2: 24، 3: 18؛ كولوسي 2: 14).

تتلخص رسالة الإنجيل في أن بإمكانك الوقوف امام الله في يوم الدينونة عالماً أنك مقبول تماماً من خلال عمل المسيح من اجلك.

إن كنت ترغب بأن تكون مقبولاً أمام الله، تواصل معنا ونحن سنساعدك على أخذ خطواتك الأولى.