السؤال الأهم الذي لم تطرحه قط

نؤمن جميعاً بالغفران. فلا نقاش في ذلك. لكن هل تساءلت يوماً كيف يمكن لله أن يغفر الخطايا؟

قد تبدو إجابة السؤال بسيطة “الله قادر على فعل أي شيء“.

بالرغم من أن هذه الإجابة البسيطة تبدو الرد على سؤالنا، لكن هل هي كذلك فعلاً؟ هل يستطيع الله فعل أي شيء؟ هل يستطيع الله أن يكذب؟ هل يستطيع الله أن يكون شريراً؟ هل يستطيع الله أن يتوقف عن كونه الله؟ الإجابة لكل هذه الأسئلة هي “لا”. فالله هو الصدق ذاته ولا يمكنه الكذب. الله هو النور وفيه لا توجد ظُلمة البتة، وبذا لا يمكنه أن يكون شريراً. الله هو الثابت الوحيد في الكون، لا يمكنه أن يتوقف عن كونه هو.

الله مُلزَم بكماله: بطبيعته وشخصه. لا يستطيع الله أن يسلك خارج نطاق كماله الذاتي، فلا يمكنه أن يكون أقل من كامل، بل هو كلي الكمال من جميع النواحي.

إذاً، سؤالنا، والسؤال الذي يعالجه الكتاب المقدس ويجيب عليه بطريقة لم تفعلها أي ديانة أخرى هو “كيف يمكن لله أن يكون عادلاً وبذات الوقت يبرر خطايا البشر؟“ (رومية 3: 26). كيف يستطيع الله أن يكون كلاً من عادلٍ وغافرٍ للخطاة؟

إن كان الله عادلاً في جميع طُرُقه فكيف يمكنه ان يمنح الغفران لخطايا المذنبين دون أن يطالب منهم بالعدالة الكاملة لذنبهم؟ كيف يمكنه إظهار الرحمة؟

تعريف الرحمة هو “لُطْف غير مُستَحَق“

ما نستحقه مقابل خطيتنا وذنبنا هو الانفصال الكامل عن صلاح الله إلى الأبد. فالخطية في جوهرها خيانة ضد الله، إذاً، كيف يستطيع الله أن يُظهر الرحمة وبالرغم من هذا يبقى كليّ العدل؟

إن منح الله الرحمة فعليه بالضرورة أن يتخلى عن عدله. عليه أن يتجاهل خيانتنا. وإن تخلى الله عن عدله من أجل رحمته فلن يعود عادلاً. وإن لم يعد عادلاً عندها لن يكون هو الله بعد. فالله، بطبيعته، يجب أن يسلك بحق.

يعلم الكتاب المقدس أن “الله الذي هو غني في الرحمة، من أجل محبته الكثيرة التي أحبَّنا بها، ونحن أموات بالخطايا” أعدّ خطة لخلاصنا (أفسس 2: 4). فقد وفّر الله طريقاً إليه ليبقى كاملاً تماماً ويبرر ويغفر ويظهر الرحمة لنا نحن الذين نستحق إدانة اللعنة والدينونة.

يعلم الكتاب المقدس “لأن المسيح مات في الوقت المعيّن … بيّن الله محبته لنا، لأنه ونحن بعد خطاة مات المسيح لأجلنا(رومية 5: 6، 8). و”لأنه هكذا أحب الله العالم حتى بذل ابنه الوحيد لكي لا يهلك كل من يؤمن به بل تكون له الحياة الأبدية(يوحنا 3. 16).

أعدّ الله خطة لأجل خلاصك تشمل كلاً من عدالته الكاملة ورحمته وغفرانه الكاملين.

فعلى الصليب، أصبح يسوع المسيح طوعاً ذبيحة بديلة (نيابة عنا)، فحمل ذنب كل العالم على عاتقه. كونه الرجل الكامل حمل المسيح خطايا البشر. وكونه الله الكامل تحمّل المسيح غضب الله علينا بسبب خيانتنا. الطريقة الوحيدة لنختبر كخطاة رحمة الله هي أن نضع إيماننا في عمله الفدائي على الصليب من أجلنا.

الله يحبك ويريد لك أن تتمتع برحمته. لأن المسيح دفع الثمن الكامل لدينك وامتص الغضب التي تستحقه انت، لتتمكن أنت من استعادة العلاقة مع الله والتمتع بغفران خطاياك والحصول على الحياة الأبدية.

كل ما عليك فعله هو أن تؤمن بما فعله المسيح من أجلك. إن كنت ترغب بمعرفة المزيد عن تبريرك وخلاصك والرحمة المُعطاة لك، تواصل معنا اليوم.

“وَخَاطَبَهُمْ يَسُوعُ أَيْضاً فَقَالَ: «أَنَا نُورُ الْعَالَمِ. مَنْ يَتْبَعْنِي فَلا يَتَخَبَّطُ فِي الظَّلامِ بَلْ يَكُونُ لَهُ نُورُ الْحَيَاةِ».”

إنجيل يوحنا 12:8