المسيح يعمل لأجلك حتَّى في أوقات المعاناة والألم
لا أحد يرغب في أن يختبر المعاناة. نحن نتجنَّب بصورةٍ طبيعيَّةٍ أيَّ نوعٍ من المعاناة أو عدم الراحة أو الألم الذي قد يحدث لنا. ونحن نتجنَّب المواقف غير المريحة ونكره أن يدوس الآخرون على طرفنا وينتقصوا من كرامتنا.
ولكنَّنا جميعًا نختبر الألم في وقتٍ ما. ليس الألم أمرًا ممتعًا بتاتًا في أثناء اجتيازنا فيه. فكثيرًا ما يكون محيِّرًا لنا ونجد أنفسنا نتساءل “لماذا“؟ لماذا يحدث هذا الأمر لي؟
يقدِّم المسيح وعودًا بأمورٍ رائعةٍ لأولئك الذين يضعون إيمانهم فيه. ولكنَّه يعِدُنا بأنَّنا سنختبر الألم أيضًا. لا يحاول المسيح أبدًا أن يخفي حقيقة أنَّ اتِّباعه سوف يؤدِّي إلى عدم محبَّة الآخرين لك. في الواقع، عندما دعا المسيح تلاميذه الاثني عشر وقام بتكليفهم، كان أوَّل شيءٍ قاله لهم هو أنَّه “يُرسِلُهُمْ كغَنَمٍ في وسطِ ذِئابٍ“! (متَّى 16:10). إنَّ المسيح يَعِدُهم بأنَّهم سوف يُضطهَدون من أجل اسمه. إنَّه يخبرهم بأنَّه حتَّى عائلاتهم قد تسلِّمهم إلى السلطات، أو تفعل ما هو أسوأ من ذلك وتقتلهم (متَّى 21:10).
بدأ المسيح خدمته الأرضيَّة مع تلاميذه دون أيِّ افتراضاتٍ زائفةٍ وخادعةٍ بأنَّهم، إذا تبعوه، سوف يحظون بحياةٍ تمتاز بالسهولة والراحة والقوَّة. لقد وعدهم بالألم.
ولكن ليست هذه خاتمة القصَّة. رغم أنَّ حياة المؤمن سوف تتَّسم بالألم، إلَّا أنَّ الكتاب المقدَّس مليءٌ بوعودٍ لنا بينما نصبر ونثبِّت عيننا شاخصةً نحو ربِّنا في السماء.
إذا كان الله في صفِّك ويعمل لأجلك، فلن يستطيع أيُّ مقدارٍ من الألم أو المعاناة أن يتغلَّب عليك ويسحقك. إنَّ الله يعطي نعمةً خاصَّةً لأولئك الذين يتألَّمون من أجل اسمه. وحتَّى في أحلك أوقاتك؛ في أوقات أعظم مخاوفك، فإنَّ الله معك وهو يعمل لأجلك. إنَّ وعد الله هو أنَّه لن يهملك ولن يتركك أبدًا (العبرانيِّين 5:13).
لذلك لا نفشل!
يَعِدُ الله أيضًا بأنَّه لا توجد ثانيةٌ واحدةٌ من آلامك بلا معنى. لا توجد لحظةٌ واحدةٌ من الأسى أو الضيق الذي تختبره تذهب هباء. إنَّها جميعًا تعمل معًا للخير وتعمل على أن تزيد قدرتك على تثمين قيمة الله أكثر في حياتك وأن تبتهج به أكثر من أيِّ شيءٍ آخر. عندما نتألَّم من أجل المسيح فسنجد أنَّ الله سيكون هو فرحنا الذي يمدُّنا بالاكتفاء الكامل. يشجِّعنا الكتاب المقدَّس بهذه الكلمات: “لذلكَ لا نَفشَلُ، بل وإنْ كانَ إنسانُنا الخارِجُ يَفنَى، فالدّاخِلُ يتَجَدَّدُ يومًا فيومًا. أنَّ خِفَّةَ ضيقَتِنا الوقتيَّةَ تُنشِئُ لنا أكثَرَ فأكثَرَ ثِقَلَ مَجدٍ أبديًّا.” (كورنثوس الثانية 16:4-17).
يريد الله فقط ما هو صالحٌ لك. يريدك أن تكون قادرًا على أن تذوق وترى الصلاح الفيَّاض من معرفتك له ومن أن تكون معروفًا لديه. إنَّه يريدك أن تكون قادرًا على أن تقول (حتَّى في وسط الألم): “بل إنّي أحسِبُ كُلَّ شَيءٍ أيضًا خَسارَةً مِنْ أجلِ فضلِ مَعرِفَةِ المَسيحِ يَسوعَ رَبّي، الّذي مِنْ أجلِهِ خَسِرتُ كُلَّ الأشياءِ، وأنا أحسِبُها نُفايَةً لكَيْ أربَحَ المَسيحَ، وأوجَدَ فيهِ…” (فيلبِّي 8:3-9).
إذا كنت متألِّمًا أو قلقًا بخصوص الألم بسبب إيمانك بالمسيح، تواصل معنا اليوم وسوف نساعدك لكي تجد جماعةً من المؤمنين في منطقتك.
اقرأ مقالات مشابِهة
“لأَنَّ الشَّرِيعَةَ أُعْطِيَتْ عَلَى يَدِ مُوسَى، أَمَّا النِّعْمَةُ وَالْحَقُّ فَقَدْ تَوَاجَدَا بِيَسُوعَ الْمَسِيحِ.”
إِنْجِيلُ يُوحَنَّا 1:17