ما هو الكتاب المقدس؟

ما هو الكتاب المقدس؟

هذا السؤال البسيط هو واحد من أكثر الأسئلة طرحاً على الإطلاق. فالجميع يعرف الأنبياء وسمعوا عن التوراة والإنجيل، لكن كم هو عدد الذين قرأوا أياً منهم؟ أخشى أن الإجابة ستكون عدد قليل جداً. ربما تكون أنت، عزيزي القارئ، واحداً من أولئك الذين لم يقرأوا الكتاب المقدس من قبل، لذا نأمل أن يساعدك هذا الطرح على التعرّف على ماهية الكتاب المقدس وقراءته بنفسك.

الكتاب المقدس كتاب كبير الحجم، وقد يكون مُربِكاً وصعب القراءة، خاصةً إن كان جديداً عليك وليس لديك معرفة كافية بتركيبته وتكوينه. من الهام جداً بالنسبة لنا أن نعرف الكتاب المقدس ونؤمن به ونفهمه لأن منه تأتي كل العقيدة والتعليم والمرتبط بإيماننا. كل ما نؤمن به كأتباع ليسوع مأخوذ من الكتاب المقدس. إنه مصدر معرفتنا الوحيد لخطة الله لخلاصنا.

الكتاب المقدس كتاب سميك يحوي 66 كتاباً أصغر تُسمّى سِفْر. تمت كتابة هذه الأسفار القصيرة على مدى 1500 عام على يد أكثر من 40 كاتباً بوحيٍ من روح الله القدوس (تيموثاوس الثانية 3: 16). هذه الأسفار الـ66 تتضمن التاريخ والشعر والسير الذاتية والنبوءات والرسائل والصلوات والأغاني التي جُمِعَت في كتاب واحد كما أرادها الله أن تكون. أعطانا الله الكتاب المقدس بطريقة تخدم صحتنا الروحية.

ينقسم الكتاب المقدس إلى جزأين: العهد القديم الذي يحوي 39 سِفراً (كُتِبَت باللغة العبرية) والعهد الجديد الذي يحوي 27 سِفراً (كُتِبَت باللغة اليونانية). يدور العهد القديم حول قصة خلق الله للعالم وتمرّد البشر عليه وكيف قام الله برحمته الواسعة لنا بوضع خطة لفدائنا وخلاص طبيعتنا الساقطة من خلال المسيح. اما العهد الجديد فهو قصة تحقيق كل وعود الله لشعبه وإتمام خطته للفداء والمصالحة.

في العهد القديم تم التنبؤ عن المسيح ومجيئه الذي يتوق إليه الكثيرون. في العهد الجديد انتهى الانتظار الطويل لمجيء المسيح. هنالك طريقة سهلة لتذكّر كل هذا هي: في العهد القديم تم الوعد بمجيء المسيح، وفي الأناجيل كُشِف عن المسيح لنا، أما في باقي العهد الجديد فقد تم شرح المسيح لنا.

يصف العهد القديم كيفية تأسيس شعب الله وحِفْظهم باسم شعب إسرائيل المكوّن من 12 عشيرة. وعد الله أن يستخدم شعب إسرائيل ليبارك العالم بأسره بإرسال مُخلّص العالم (أي المسيح) من خلاله (تكوين 12: 2-3). بعد أن تأسس شعب إسرائيل كأمّة، أفرز الله نسلاً من تلك الأمة لتأتي منها البركة للعالم وهم نسل الملك داود (مزمور 89: 3-4). ومن ثم سيأتي رجل من نسل داود ومنه ستحل البركة على العالم (إشعياء 11: 1-10).

أما العهد الجديد فيورد تفاصيل مجيء المسيح الموعود، فيوضح أن اسمه يسوع وأنه حقق جميع النبوءات التي وردت في العهد القديم إذ عاش حياة مثالية ومات ليصبح فِديةً عن خطايانا وقام من بين الأموات ليصبح مخلصنا.

أعطانا الله كلمته ليكشف لنا مَن هو المسيح وكيف نتجاوب معه. عندما نفتح كلمة الله لنقرأها، علينا أن نصلي “يا الله القدير، اكشف لي عجائب عنك من كلمتك. أحيِني روحياً لأفهم ما أقرأ, ساعدني لأؤمن بها من أعماق قلبي وأطبّقها في حياتي أثناء سعيي لأن أطيع كلمتك بأن أحبك وأن أخدم غيري. آمين.”

لا ينبغي أن نقرأ الكتاب المقدس كما نقرأ أي كتاب آخر أو مجلة. ولا أن نقرأه من محض الواجب الديني. وإنما ينبغي علينا أن نفتح الكتاب المقدس ضمن سعينا لمعرفة المزيد عن الله طالبين أن نفهم كيف نحيا حياتنا على أفضل نحو من أجل مجد الله في العالم الذي خلقه.

إن كنت جديداً على الكتاب المقدس ولا تعرف من أين تبدأ، فأنصحك بالبدء من إنجيل يوحنا الذي سيعطيك منظوراً جيداً لحياة المسيح، مخلص العالم، وتعاليمه (يوحنا 29:1).

ستلاحظ أثناء قراءتك للكتاب المقدس أن ليس كل الأمور مكتوبة بطريقة مبسّطة وواضحة فيصعب عليك فهمها منذ الوهلة الأولى. واحدة من القواعد المفيدة لفهم هذه المقاطع المُبهَمة من الكتاب المقدس هي أن تبحث عن مواضع أخرى في الكتاب المقدس التي ذكرت نفس الموضوع لكن بشكل أوضح. علينا دائماً أن نفسر الكتاب المقدس باستخدام الكتاب نفسه. ينبغي علينا أن نفهم المقاطع غير المفهومة مستعينين بالمقاطع المفهومة.

إن لم تفهم بعض الأمور أثناء قراءتك للكتاب المقدس فلا تفشل بل أكمل القراءة والصلاة لكي يفتح الله عيني قلبك وذهنك لتفهم بوضوح. فالله لن يسمع صلاتك فحسب بل سيساعدك بكل تأكيد.

إن كنت تريد أن تتعلم المزيد اتصل بنا وسنساعدك لكي تنمو في إيمانك في يسوع المسيح.