عشر طرق غير عادية أصبح الرب يسوع بها بديلاً عنا
بكل الطرق، أخذ المسيح مكاننا وأصبح بديلاً عنا

كل ما اختبره وعاناه ربنا يسوع المسيح كان من أجلنا. تجسُّد الرب يسوع كإنسان كان من أجلنا. حياة طاعته الكاملة للآب كانت من أجلنا. آلامه كانت من أجلنا. موته على الصليب وقيامته من بين الأموات كانا من أجلنا.
لكن، هل تساءلت يوماً لماذا مات الرب يسوع على صليب روماني؟ أو ما كانت أهمية صلبه خارج أسوار مدينة أورشليم؟ هل هناك أي معنى وراء إطلاق سراح قاتلٍ ووضع الرب يسوع مكانه؟ لماذا كان من الضروري أن يتخلى الآب عن الرب يسوع عندما كان معلقاً على الصليب؟ سنتأمل في هذا المقال في عشرة جوانب من محاكمة الرب يسوع وصلبه وارتباط كل شيء تحمَّله بنا.
1. لماذا توجب أن يموت الرب يسوع على صليب؟
هنالك أمران مميزان بشأن الصليب ينبغي علينا تفحصهما:
(1) الأول هو أن كلمة الله تقول أنه يلعن كل مَن لا يطيع شريعة الله بالتمام. “مَلْعُونٌ كُلُّ مَنْ لَا يَثْبُتُ عَلَى الْعَمَلِ بِكُلِّ مَا هُوَ مَكْتُوبٌ فِي كِتَابِ الشَّرِيعَةِ!” (غلاطية 3: 10) أنقذنا الرب يسوع من هذه اللعنة بأن تحمّلها بنفسه. “الْمَسِيحَ حَرَّرَنَا بِالْفِدَاءِ مِنْ لَعْنَةِ الشَّرِيعَةِ، إِذْ صَارَ لَعْنَةً عِوَضاً عَنَّا، لأَنَّهُ قَدْ كُتِبَ: «مَلْعُونٌ كُلُّ مَنْ عُلِّقَ عَلَى خَشَبَةٍ.” (غلاطية 3: 13). مات الرب يسوع على الصليب ليحمل لعنتنا.
(2) الأهمية الثانية لموت الرب يسوع على الصليب تكمن في تخصيص الرومان الصلب تحديداً لقتل العبيد والمتمردين والمجرمين والخونة. صُلب الرب يسوع لكونه عبداً ومتمرداً وخائناً بالرغم من أن هذا كله ينطبق علينا لا عليه. فنحن كنا عبيد للخطية ومتمردين وخونة لله. يعلم الكتاب المقدس: “الْخَطِيئَةَ هِيَ مُخَالَفَةُ النَّامُوسِ (اي الشريعة)” (1يوحنا 3: 4) وأننا “مَبِيعٌ تَحْتَ ٱلْخَطِيَّةِ” مثل عبدٍ يُباع لسيد ما (رومية 7: 14)، وأننا كنا، قبل أن ينقذنا المسيح، “كُنْتُمْ تَسْلُكُونَ فِيهَا حَسَبَ طُرُقِ هَذَا الْعَالَمِ، تَابِعِينَ رَئِيسَ قُوَّاتِ الْهَوَاءِ، ذَلِكَ الرُّوحَ الْعَامِلَ الآنَ فِي أَبْنَاءِ الْعِصْيَانِ،” (أفسس 2: 2، 3). توجب على الرب يسوع أن يموت على صليب لأنه كان ينبغي أن يموت كمتمرد وخائن ليحمل خطايانا.
2. لماذا توجب على الرب يسوع أن يؤخذ خارج أسوار المدينة ليُصلَب؟
بحسب نظام الأضاحي في شريعة موسى، كانت كل الأجزاء النجسة (غير الطاهرة) من الحيوانات المذبوحة على المذبح من أجل خطايا الشعب تؤخَذ خارج المَحَلَّة (مكان إقامة الشعب)، خارج المكان الذي يحل فيه حضور الله. بلا شك كل شيء نجس وغير طاهر لا يمكنه التواجد في محضر الله ويجب أن يؤخذ خارج مكان السكن. لذا، حمل الرب يسوع على الصليب خطايا العالم “وَهُوَ نَفْسُهُ حَمَلَ خَطَايَانَا فِي جَسَدِهِ عَلَى الْخَشَبَةِ” (1بطرس 2: 24)، “وَٱلرَّبُّ وَضَعَ عَلَيْهِ إِثْمَ جَمِيعِنَا” (إشعياء 53: 6)، “ٱلَّذِي أُسْلِمَ مِنْ أَجْلِ خَطَايَانَا” (رومية 4: 25). لذا، أصبح الرب يسوع أمام الله الآب أكبر كتلة من النجاسة غير الطاهرة في تاريخ العالم. لذا، اقتيد خارج المدينة، بعيداً عن الهيكل، وحضور الله ليزيل نجاستنا ليطهّرنا من جديد. “لِذَلِكَ تَأَلَّمَ يَسُوعُ خَارِجَ بَابِ الْمَدِينَةِ، لِكَيْ يُقَدِّسَ الشَّعْبَ بِدَمِ نَفْسِهِ” (عبرانيين 13: 12).
3. لماذا توجبت محاكمة الرب يسوع وإدانته جرائم الإعدام؟
حوكم الرب يسوع في محكمة رومانية وحُكِم عليه بالموت بجريمة الادعاء بأنه ملك اليهود الكبرى: “وَقَدْ عَلَّقُوا فَوْقَ رَأْسِهِ لافِتَةً تَحْمِلُ تُهْمَتَهُ، مَكْتُوباً عَلَيْهَا: “هَذَا هُوَ يَسُوعُ، مَلِكُ الْيَهُودِ” (متى 27: 37). وجب على الرب يسوع أن يُحاكم ويُدان بالخيانة لأننا، في خطيتنا، متمردون ضد سيادة الله علينا. ”لِمَاذَا ضَجَّتِ الأُمَمُ؟ وَلِمَاذَا تَتَآمَرُ الشُّعُوبُ بَاطِلاً اجْتَمَعَ مُلُوكُ الأَرْضِ وَرُؤَسَاؤُهَا، وَتَحَالَفُوا لِيُقَاوِمُوا الرَّبَّ وَمَسِيحَهُ“ (مزمور 2: 1-2). عقوبة خطيتنا وتمردنا ضد الله ليست إلا الموت، “سَيُجَازِي كُلَّ إِنْسَانٍ بِحَسَبِ أَعْمَالِهِ … أُجْرَةَ الْخَطِيئَةِ هِيَ الْمَوْتُ” (رومية 2: 6؛ 6: 23). حوكم الرب يسوع ووُجِد مذنباً بالخيانة ليأخذ العقاب الذي نستحقه لخيانتنا ضد الله.
4. لماذا توجب على الرب يسوع ألا ينال أية رحمة عند موته؟
لم يتلقَّ الرب يسوع أية رحمة عند موته. عندما سأل بيلاطس الحاكم الروماني الشعب عما يريدون منه أن يفعله بذاك الذي يدعونه المسيح، صرخ الجمهور قائلاً: “لِيُصْلَبْ!” فَسَأَلَ الْحَاكِمُ: “وَأَيَّ شَرٍّ فَعَلَ؟” فَازْدَادُوا صُرَاخاً: “لِيُصْلَبْ!“” (متى 27: 22-23). ومن ثم جلد الرومان الرب يسوع وجردوه من ملابسه ووضعوا إكليلاً (تاجاً) من الشوك على رأسه. ومن ثم قالوا، مستهزئين: “السلام يا ملك اليهود“. وبصقوا عليه، وأخذوا القصبة وضربوه على رأسه… ومضوا به للصلب …ومن ثم صلبوا الرب يسوع بين مجرمَين استهزاء به. كل مَن اجتاز ورأى الرب يسوع معلقاً على الصليب ”يَشْتُمُونَهُ، وَهُمْ يَهُزُّونَ رُؤُوسَهُمْ وَيَقُولُونَ: ”يَا هَادِمَ الْهَيْكَلِ وَبَانِيَهُ فِي ثَلاثَةِ أَيَّامٍ، خَلِّصْ نَفْسَكَ! إِنْ كُنْتَ ابْنَ اللهِ فَانْزِلْ عَنِ الصَّلِيبِ!“ وَسَخِرَ مِنْهُ أَيْضاً رُؤَسَاءُ الْكَهَنَةِ وَالْكَتَبَةُ وَالشُّيُوخُ، قَائِلِينَ: ”خَلَّصَ غَيْرَهُ؛ أَمَّا نَفْسَهُ فَلا يَقْدِرُ أَنْ يُخَلِّصَ! أَهُوَ مَلِكُ إِسْرَائِيلَ؟ فَلْيَنْزِلِ الآنَ عَنِ الصَّلِيبِ فَنُؤْمِنَ بِهِ! تَوَكَّلَ عَلَى اللهِ، فَلْيُخَلِّصْهُ الآنَ إِنْ كَانَ يُرِيدُهُ! فَهُوَ قَدْ قَالَ: أَنَا ابْنُ اللهِ!” (متى 27: 27-44). في موته، لم يتلقَّ الرب يسوع أية رحمة، وهذا ما تحمَّله من أجلنا. فنحن لا نستحق أية رحمة أو شفقة من الله، إذ لا نستحق إلا غضبه. “وَلكِنَّكَ بِسَبَبِ قَسَاوَتِكَ وَقَلْبِكَ غَيْرِ التَّائِبِ، تَخْزِنُ لِنَفْسِكَ غَضَباً لِيَوْمِ الْغَضَبِ، يَوْمَ تُعْلَنُ دَيْنُونَةُ اللهِ الْعَادِلَةُ” (رومية 2: 5). لأن الرب يسوع لم يلقَ أية رحمة من الله فإننا نتلقى الشفقة والرحمة منه.
5. لماذا توجب على الرب يسوع أن يُدان كمُجَدِّف من قِبَل اليهود؟
عندما حاكمت المحكمة الدينية اليهودية الرب يسوع بتهمة التجديف، وُجد مذنباً. “فَعَادَ رَئِيسُ الْكَهَنَةِ يَسْأَلُهُ: قَالَ: ”أَسْتَحْلِفُكَ بِاللهِ الْحَيِّ أَنْ تَقُولَ لَنَا: هَلْ أَنْتَ الْمَسِيحُ ابْنُ اللهِ؟“ فَأَجَابَهُ يَسُوعُ: ”أَنْتَ قُلْتَ! وَأَقُولُ لَكُمْ أَيْضاً إِنَّكُمْ مُنْذُ الآنَ سَوْفَ تَرَوْنَ ابْنَ الإِنْسَانِ جَالِساً عَنْ يَمِينِ الْقُدْرَةِ ثُمَّ آتِياً عَلَى سُحُبِ السَّمَاءِ!“ فَشَقَّ رَئِيسُ الْكَهَنَةِ ثِيَابَهُ وَصَرَخَ: ”قَدْ جَدَّفَ! لَا حَاجَةَ بِنَا بَعْدُ إِلَى شُهُودٍ. وَهَا أَنْتُمْ قَدْ سَمِعْتُمْ تَجْدِيفَهُ. فَمَا رَأْيُكُمْ؟“ أَجَابُوا: «يَسْتَحِقُّ عُقُوبَةَ الْمَوْتِ!“ فَبَصَقُوا فِي وَجْهِهِ، وَضَرَبُوهُ، وَلَطَمَهُ بَعْضُهُمْ قَائِلِينَ: ”تَنَبَّأْ لَنَا، أَيُّهَا الْمَسِيحُ، مَنْ ضَرَبَك!‘” (متى 26: 63-68). مات الرب يسوع كمُجَدِّف ضد قداسة الله لأننا نعيش حياتنا يومياً في التجديف المستمر عليه. إذ نذكر اسم الله باطلاً، ونفشل في إطاعة وصاياه، نكرمه بشفاهنا بينما قلوبنا بعيدة عنه. نبارك الله بكلماتنا ونلعن أولئك المخلوقين على صورته. أُدين الرب يسوع كمجدِّف بدلاً عنا لكي تعود علينا طاعته الكاملة للآب.
6. لماذا تحتّم رفض الآب ليسوع؟
عندما كان الرب يسوع معلَّقاً على الصليب صرخ: “إِلهِي، إِلهِي، لِمَاذَا تَرَكْتَنِي؟” (متى 27: 46). على الصليب، نال الرب يسوع المسيح، بديلنا، دينونة عرش الله الآب. آخذاً خطايانا وقف أمام الآب ممثِّلاً عنا. قرر الرب يسوع أن يتلقّى دينونة الله مكاننا، ولم يُشفق الله عليه البتة. “فَٱللهُ إِذْ أَرْسَلَ ٱبْنَهُ فِي شِبْهِ جَسَدِ ٱلْخَطِيَّةِ، وَلِأَجْلِ ٱلْخَطِيَّةِ، دَانَ ٱلْخَطِيَّةَ فِي ٱلْجَسَدِ” (رومية 8: 3). “ٱلَّذِي حَمَلَ هُوَ نَفْسُهُ خَطَايَانَا فِي جَسَدِهِ عَلَى ٱلْخَشَبَةِ” (1بطرس 2: 24). “إِنَّ الْمَسِيحَ حَرَّرَنَا بِالْفِدَاءِ مِنْ لَعْنَةِ الشَّرِيعَةِ، إِذْ صَارَ لَعْنَةً عِوَضاً عَنَّا” (غلاطية 3: 13). “فَإِنَّ الَّذِي لَمْ يَعْرِفْ خَطِيئَةً، جَعَلَهُ اللهُ خَطِيئَةً لأَجْلِنَا، لِنَصِيرَ نَحْنُ بِرَّ اللهِ فِيهِ.” (2كورنثوس 5: 21). “مُسَامِحاً لَنَا جَمِيعاً بِالْخَطَايَا كُلِّهَا. إِذْ قَدْ مَحَا صَكَّ الْفَرَائِضِ الْمَكْتُوبَ عَلَيْنَا…مُسَمِّراً إِيَّاهُ عَلَى الصَّلِيبِ” (كولوسي 2: 13-14). أدين المسيح ولُعِن وجُعل خطية وسُمِّر على صليب ليأخذ ذنبنا ويتلقى عقابنا أمام عرش دينونة الله. سمع الرب يسوع الآب يقول: “لست أعرفك” لكي نتمكن نحن من سماع الآب يقول لنا: “اُدْخُلْ إِلَى فَرَحِ سَيِّدِكَ“. رُفِض الرب يسوع من قِبَل الآب بدلاً عنا لكي ما نختبر قبوله لنا إلى الأبد.
7. لماذا توجب أن يُطلَق مجرمٌ حراً وأن يُعدَم الرب يسوع مكانه؟
تسجل كل الأناجيل الأربعة أن مجرماً يُدعى باراباس أُطلقَ سراحه وأخذ الرب يسوع مكانه ليموت. “فَصَرَخُوا بِجُمْلَتِهِمْ قَائِلِينَ: “خُذْ هَذَا! وَأَطْلِقْ لَنَا بَارَابَاسَ!” وَذَاكَ كَانَ قَدْ طُرِحَ فِي ٱلسِّجْنِ لِأَجْلِ فِتْنَةٍ حَدَثَتْ فِي ٱلْمَدِينَةِ وَقَتْلٍ … فَأَطْلَقَ لَهُمُ ٱلَّذِي طُرِحَ فِي ٱلسِّجْنِ لِأَجْلِ فِتْنَةٍ وَقَتْلٍ، ٱلَّذِي طَلَبُوهُ، وَأَسْلَمَ يَسُوعَ لِمَشِيئَتِهِمْ” (لوقا 23: 18-19، 24-25). فليست مصادفة أن الرب يسوع البريء قد حُكم عليه بالموت بدلاً من قاتل مذنب. الاستبدال “البدلية” هو جوهر فداؤنا والكفارة والغفران وهو الإنجيل أي الأخبار السارة. أُدين الرب يسوع كقاتل مذنب ومتمرد بدلاً عنا، وأُعلنت براءتنا وأُطلقنا أحراراً، ومن ثم مُتَبَنّين كأبناءٍ لله. على الصليب، أخذ الرب يسوع مكاننا، المجرمين المذنبين، لنتمكن من أخذ مكانه كبنين يُسَرّ الآب بهم.
8. لماذا توجب على الرب يسوع أن يتعرض للخيانة وأن يُباع بثمن زهيد لعبد؟
ندين لله بولائنا وطاعتنا الكاملين، ولكننا، نعاند يومياً ونتمرد ضد حكمه المُحِب وسيادته. كما قال الرسول بولس: “ٱلْجَمِيعُ زَاغُوا وَفَسَدُوا مَعًا. لَيْسَ مَنْ يَعْمَلُ صَلَاحًا لَيْسَ وَلَا وَاحِدٌ” (رومية 3: 12). وبدلاً من معاقبتنا على عدم طاعتنا وتمردنا، أخذ الرب يسوع، بفعل مُفعَم بالمحبة، مكاننا طوعاً، حاملاً ثِقَل تمردنا. بالرغم من عدم استحقاقنا لأية محبة أو لطف، وبرغم استحقاقنا أن نُباع كعبيد، كان الرب يسوع هو الذي تعرض للخيانة نيابة عنا وبيع مقابل 30 قطعة من الفضة، ثمن عبد. تعرض المسيح للخيانة لكي يتيح لنا اختبار أمانة الله ومحبته الأمينة إلى الأبد. بيع المسيح كبعد ليفدي كل المُستَعبَدين للخطية “اٱلَّذِي بَذَلَ نَفْسَهُ لِأَجْلِنَا، لِكَيْ يَفْدِيَنَا مِنْ كُلِّ إِثْمٍ، وَيُطَهِّرَ لِنَفْسِهِ شَعْبًا خَاصًّا” (تيطس 2: 14).
9. لماذا توجب على الرب يسوع أن يموت خلال احتفال الفِصْح؟
كان الفِصْح وليمة يحتفل بها اليهود سنوياً. كانت علامة خلاصهم من العبودية في مصر وحريتهم في الأرض الموعودة. خلال وليمة الفصح الأولى كان يتم ذبح حَمَلٍ خالٍ من العيوب فيوضع دمه على القوائم الثلاثة من باب كل بيت. كان الدم علامة بأن سكان هذا البيت ينتمون لله. فعندما يأتي ملاك الموت للدينونة لا يؤذيهم إذ يرى الدم على باب ذلك البيت. فلا يتوقف ملاك الموت ويقتل بل يعبر عنهم برحمة. فليست مصادفة أن ربنا يسوع صُلب وسفك دمه في يوم وليمة الفصح تحديداً. فالمسيح هو حَمَلُ الفصح الخالي من العيوب الحقيقي الذي سفك دمه ليخلصنا من الموت الأبدي. “لِأَنَّ فِصْحَنَا ٱلْمَسِيحَ قَدْ ذُبِحَ لِأَجْلِنَا” (1كورنثوس 5: 7). المسيح هو الذي مات بدلاً عنا، وهو الذي سُفِك دمه من أجلنا، وهو دليل انتمائنا لله. أخذ الرب يسوع موتنا عنا، والآن، لن يديننا الله بل سيجوز عن خطايانا بالرحمة. موت المسيح يحررنا من عبودية الخطية مدى الحياة ويحررنا إلى ملكوت الله.
10. لما توجب على الرب يسوع أن يُقتَل على يد الأمميين (غير اليهود)؟
أن تُلعن في العهد القديم كان عكس البركة. أن تكون مُباركاً من الله كان يعني أن تختبر القُرب منه وأن تكون في محضره وتتأمل في جماله. أن تُلعَن من الله كان يعني أن تُمنَع من الوجود في محضره فلا تختبر قط نور وجهه منيراً عليك، وأن تُطرَح إلى الظلمة الحالكة. بالنسبة لليهود القدامى، كان الأمميون غرباء عن عهد الله؛ كانوا غرباء عن محضره. مجرد زيارة بيتَ أممي كان من شأنه أن يجعل اليهودي نجساً شعائرياً (غير طاهر بحسب الناموس اليهودي). كان الأمميون خارج بركة الله؛ إذ كانوا يعيشون في ظلمة. لكن سُلِّم الرب يسوع، من أجلنا، إلى الأمميين على يد شعبه. “هَا نَحْنُ صَاعِدُونَ إِلَى أُورُشَلِيمَ، وَسَوْفَ تَتِمُّ جَمِيعُ الأُمُورِ الَّتِي كَتَبَهَا الأَنْبِيَاءُ عَنِ ابْنِ الإِنْسَانِ. فَإِنَّهُ سَيُسَلَّمُ إِلَى أَيْدِي الأُمَمِ، فَيُسْتَهْزَأُ بِهِ وَيُهَانُ وَيُبْصَقُ عَلَيْهِ. وَبَعْدَ أَنْ يَجْلِدُوهُ يَقْتُلُونَهُ. وَفِي الْيَوْمِ الثَّالِثِ يَقُومُ!” (لوقا 18: 31-33). اختبر المسيح عنا ما نستحقه. فنحن مستحقون للعنة الله وألا نرى نور وجهه، وأن نُطرَح خارجاً عن شعب الله، وأن نُسلَم لأناس نجسين لنختبر كامل تلوث خطايانا، وأن يتركنا الله ويسلمنا لنتعرض للإساءة والإهانة والقتل على يد أناس أشرار ممن يحيون في الظلمة بعيداً عن بركة الله. توجَّب على الرب يسوع المسيح أن يُسلَم إلى الأممين وأن يُقتَل على يدهم لكي ما يحمل عقاب جميع خطايانا بالتمام.
في كل طريقة، كان الرب يسوع بديلنا. كل ما عاناه المسيح واحتمله كان من أجلنا، وبدلاً عنا.
إذا كنت ترغب بالتعرف على يسوع المسيح وكيف أخذ مكانك، تواصل معنا اليوم.
— اقرأ مقالات مشابِهة —
“لأَنَّ الشَّرِيعَةَ أُعْطِيَتْ عَلَى يَدِ مُوسَى، أَمَّا النِّعْمَةُ وَالْحَقُّ فَقَدْ تَوَاجَدَا بِيَسُوعَ الْمَسِيحِ.”
إِنْجِيلُ يُوحَنَّا 1:17