هل يدخل الصالحون الجنة؟

يعتقد غالبية الناس، إن كانوا صادقين، أن معيار الدخول إلى السماء هو كونهم صالحين بما يكفي. فالاعتقاد السائد هو أن باب السماء سيكون إما مفتوحاً أو مغلقاً بناءً على درجة صلاحك أثناء حياتك.

هذا الاعتقاد يشّكل مشكلة بالنسبة لنا بلا شك، فكيف يمكنك أن تعرف إن كنت صالحاً بما يكفي لدخولك السماء؟ وما هي المعايير التي نقيس بها صلاحنا؟

 عادةً ما تكون معاييرنا مبنية على المقارنة، إذ ننظر إلى الآخرين ممن يحيطون بنا ونقول: “أنا أفضل من ذلك الشخص”. ونُبدِع في إيجاد مَن هم أسوأ منا حالاً ونُتقِن تبرير أخطائنا وخطايانا، إذ نفكر في أنفسنا “قد أكون متكاسلاً في أداء عملي لكنني لست بسارق” أو نقول “قد أكذب قليلاً لكنني لا أشتم” أو “قد أكون مهملاً تجاه أبنائي ولا أظهر لهم المحبة اللازمة، لكن … ” أقول لنفسي “لستُ أفوِّت فرض الصلاة“.

كيف نحكم مَن هو صالح؟

 تكمن مشكلتنا في المعايير التي نستخدمها للمقارنة، إذ أننا نقيس الأشياء الخاطئة، فنقارن شخصاً خاطئاً بآخر. لكن الله هو المعيار لما هو صحيح وخاطئ. ففي يوم الدينونة لن يتم محاسبتنا على أساس معيار خاطئ يقيس صلاحنا بناء على سوء أو شر أناس آخرين، بل سنحاسَب بناء على معايير الله المثالية. وكيف سيكون أداؤنا بناء على ذلك؟ سنوجد جميعاً مُعوَزين.

يعلّم الكتاب المقدسليس بارٌّ ولا واحد … ليس مَن يعمل صلاحاً ليس ولا واحد(رومية 3: 10، 12). ليست مشكلتنا في أننا نفشل أحياناً في الارتقاء لمعايير الله الكاملة لحياتنا لكن مشكلتنا تكمن في قلبنا. يعلم الكتاب المقدس أن من قلبنا، الذي هو جوهر كياننا، ينبع كل شر وخطية. “لأن من القلب تخرج أفكارٌ شريرة: قتلٌ، زنىً، فِسْقٌ، سرقةٌ، شهادةُ زُورٍ، وتجديف. هذه هي التي تنجِّس الإنسان(متى 15: 19، 20). نَبْعٌ يفيض بماءٍ مالح لا يمكن الاستسقاء منه مهما بَعُدَت المسافة التي تقطعها بعيداً عن رأس النبع.

لكن! هنالك أخبارٌ سارة!

الأخبار السارة هي أن الله يحبك  بكل خزيك وخطيتك. وأنت في كامل ضعفك وفسادك أحبك الله محبة أبدية (إرميا 31: 3). ولديه خطة لأجلك لغفران خطاياك ليس بأعمالك المدعوة “صالحة” بل من خلال عمل يسوع المسيح.

قدّم يسوع المسيح حياته الكاملة كذبيحة حية من أجل خطاياك لخلاصك. يقول الله لك: “أنا مخلصك. إن كانت خطاياك كالقرمز ستصبح بيضاء كالثلج, أمنحك رحمتي بالعفو عنك، دمي ليطهّرك، فضائلي لتبريرك، بِرّي لقيادتك، نعمتي لإثرائك، مجدي لمكافأتك”.

يعلم الكتاب المقدس: “أجرة الخطية هي موتٌ. وأما هِبة الله فهي حياة أبدية بالمسيح يسوع ربِّنا(رومية 6: 23).

ليس الصالحون مَن يدخلون الجنة، إذ لا أحد صالح. لكن أبواب السماء مفتوحة لكل مَن يأتي للمسيح طالباً عطية الغفران المجانية والحياة الأبدية. لا تستطيع أن تكون صالحاً بما يكفي لتدخل السماء لكن الخبر السار هو أن المسيح بانتظارك ليمنحك كل ما تحتاج إليه هبةً مجانية. كل ما عليك فعله هو المجيء إليه وهو سيعطيك الحياة الأبدية.

إن كنت ترغب بمعرفة المزيد أو إن كانت لديك أسئلة فلا تتردد بالتواصل معنا اليوم.