المسيح يشابه الملك داود، لكنه أعظم
منذ ما يقارب الألف عام سبقت ولادة المسيح، أصبح داود ابن يَسّى ثاني وأعظم الملوك الذين عرفهم شعب الله. وُلِد داود في بيت لحم. وقبل أن يصبح ملكاً، كان راعياً للغنم. اتقى الملك داود الله وأحبه فأصبح المعيار الذي يُقارَن به الملوك لتدير صلاحهم أو شرهم. إن تَبِع ملكٌ لإسرائيل الله وكان صالحاً كان يوصف بأنه مثل الملك داود. ولو كان شريراً وقاد شعبه بعيداً عن الله كان يوصف بأنه لا يسير في خُطى الملك داود.
ازدهر شعب الله تحت قيادة الملك داود الذي كتب بوحي الروح القدس الكثير من مزامير العهد القديم، التي استخدمها شعب الله للعبادة و الصلاة لآلاف السنين. والأهم من هذا كله، وعد الله الملك داود بابن ستدوم مملكته إلى الأبد قائلاً “أنا أثبِّتُ كرسي مملكته إلى الأبد” (2صموئيل 7: 12-13).
انتظر شعب الله ألف عام لمجيء ابن داود المُنتَظَر الذي سيجلس على عرش الملك داود. أعطى الله شعبه علامة من خلال النبي إشعياء الذي تنبأ قبل سبعمائة عام من ولادة المسيح قائلاً “لأنه يولَد لنا ولدٌ ونُعطى ابناً، وتكون الرياسة على كتفه، ويُدعى اسمه عجيباً مشيراً، إلهاً قديراً، اباً أبدياً، رئيس السلام. لنموِّ رياسته، وللسلام لا نهاية على كرسي داود وعلى مملكته، ليثبِّتها ويَعضُدها بالحق والبِرّ، من الآن إلى الأبد” (إشعياء 9: 6-7). تنبأ الأنبياء أنه سيولد من عذراء (إشعياء 7: 14)، وأنه سيولد في بيت لحم (ميخا 5: 2)، وأنه سيعلن الأخبار السارة، ويعصب المكسورين ويعلن سنة الرب المقبولة (إشعياء 61: 1-2).
يفتتح السفر الأول من العهد الجديد، وهو الإنجيل بحسب الرسول متى، بهذه الكلمات “كتاب ميلاد يسوع المسيح، ابن داود” (1:1). لاحقاً في سرد متى لسيرة حياة المسيح، يخبرنا عن رجل خلّصه يسوع المسيح من الشيطان الذي كان يسكن فيه. تعجّب الناس من سلطانه وقالوا “ألعلّ هذا هو هذا ابن داود؟” (متى 12: 23). وفي سفر الرؤيا يوصف المسيح بأنه “أصلُ داود” (رؤيا 5: 5).
يسوع المسيح هو ابن داود الذي طال انتظاره وتم التنبؤ عنه، الذي سيكون أعظم من داود، وسيجلس على عرش أبيه إلى الأبد.
لكن، بالرغم من أن المسيح هو ابن داود، إلا أنه أعظم بكثير مما كان الملك داود.
فالملك داود كان راعياً للغنم لكن المسيح هو الراعي الصالح الذي يقود شعبه إلى الحياة الأبدية (الانجيل يوحنا 10). حكم الملك داود شعب إسرائيل، لكن مملكة المسيح روحية تصل حدودها إلى قلب كل بشر (الانجيل يوحنا 18: 36). كتب الملك داود العديد من المزامير، أما المسيح فهو كلمة الله نفسها (الانجيل يوحنا 1: 1-5). مات الملك داود ودُفِن مع آبائه، لكن عندما مات المسيح ، لم يرَ جسده فساداً وقام في اليوم الثالث غالِباً الموت إلى الأبد (كورنثوس الاول 15: 54-57). الملك داود كان ظلاً لمن سيأتي، أما المسيح فهو الجوهر (كولوسي 2: 18). كان للملك داود وعدٌ، أما في المسيح فهو تحقيق الوعد (كورنثوس الثاني 1: 20). عندما حكم الملك داود إسرائيل كانوا في حروب مستمرة مع الأمم المجاورة، أما المسيح فهو رئيس السلام ولم يحارب أعداءه بل وضع حياته ليخلّصهم (إشعياء 9: 6-7).
يسوع المسيح يشابه الملك داود، لكنه أعظم.
إن كنت ترغب بمعرفة كيف يمكنك أن تصبح تحت حُكم وسيادة رئيس السلام، تواصل معنا اليوم ونحن سنساعدك.
— اقرأ مقالات مشابِهة —
“لأَنَّ الشَّرِيعَةَ أُعْطِيَتْ عَلَى يَدِ مُوسَى، أَمَّا النِّعْمَةُ وَالْحَقُّ فَقَدْ تَوَاجَدَا بِيَسُوعَ الْمَسِيحِ.”
إِنْجِيلُ يُوحَنَّا 1:17