كيف أطاع المسيح الشريعة نيابة عني؟
في كل ديانة، هنالك قوائم ولوائح من الشرائع والقوانين التي يجب على المرء إطاعتها ليُعتَبَر صالحاً بما يكفي لنيل الأبدية. يتكلم الكتاب المقدس عن شريعة الله الصالحة لنا وعن الوعود لنا بالحياة إن نحن أطعناها (تثنية 30: 15-16). المشكلة هي أن وعد الحياة هذا مشروط بطاعتي وامتثالي لشريعة الله. هذه مشكلة لأنني أفشل في الحفاظ على شريعة الله في حياتي بشكل يومي.
ما هي شريعة الله الأخلاقية؟
يلخص النبي موسى شريعة الله في الوصايا العشر (خروج 20). الوصايا الأربع الأولى تصف واجبنا تجاه الله، فيما تعكس الوصايا الست الأخيرة واجبنا نحو البشرية.
بعد حوالي ألف سنة من زمن النبي موسى، لخص النبي ميخا الشريعة عندما أخبر الشعب أن الله لا يطلب منهم سوى ثلاثة أشياء “لَقَدْ أَوْضَحَ لَكَ الرَّبُّ أَيُّهَا الإِنْسَانُ مَا هُوَ صَالِحٌ. وَمَاذَا يَبْتَغِي مِنْكَ سِوَى أَنْ تَتَوَخَّى الْعَدْلَ، وَتُحِبَّ الرَّحْمَةَ، وَتَسْلُكَ مُتَوَاضِعاً مَعَ إِلَهِكَ” (ميخا 6: 8). هنا، يقول النبي أن الله يريد منا هذه الأمور الثلاثة فقط: أن نسلك بعدل وأن نحب الرحمة وأن تكون في علاقة تواضع معه. إن تمكنت من فعل هذه الأمور الثلاثة فأنت تحقق شريعة الله.
لكن يسوع المسيح نفسه اختصر شريعة الله أكثر ولخصها بقوله أن كامل شريعة والأنبياء تقتصر على هذين الأمرين فقط: أحب الله من كل قلبك وفكرك ونفسك وقوتك، وأحب الآخرين كما تحب نفسك (متى 22: 37-40). إذا تمكنت من أن تحب الله بكل كيانك وأن تحب الآخرين كما تحب نفسك، فإنك تحقق كل ما يطلبه الله منك.
يبدو الأمر سهلاً جداً، لكن يسوع المسيح يفسر معنى أن تحب الله بالكامل وأن تحب أولئك الذين حولك كما نحب أنفسنا.
إذ يعلمنا المسيح أنه ما لم يكن طاعتنا لله أعظم من أكثر الناس تديناً في المجتمع ، فلا يمكننا دخول ملكوت السماء (متى 5: 20). كما حذرنا المسيح أنه ما لم تكن محبتنا له تجعل محبتنا لكل الآخرين في حياتنا تبدو كراهية، فلسنا نستحقه. هذا يشمل محبتنا لأبينا وأمنا وزوجتنا وأبنائنا وحتى حياتنا (لوقا 14: 25-27).
كما قال أيضاً: إذا لم “تحمل صليبك” فأنت لست مستحقاً له (متى 10: 38). يرمز الصليب إلى إماتة الذات والتسليم والكامل لله. كما يوصينا المسيح أن نحب أعداءنا وأن نصنع الخير للذين يكرهوننا وأن نبارك الذين يلعنونا وأن نصلي من أجل الذين يضطهدونا (لوقا 6: 27-28). هذه كلها وصايا صعبة. يقول المسيح إن لم تفعلها كلها فلن تكون ابناً لأبينا السماوي.
فأين يتركنا هذا؟
كل وصايا الله في شريعته صالحة ونابعة عن شخصه. لا تكمن المشكلة في وصايا الله بل فيّ. فأنا أفشل في إطاعة معايير الله الكاملة لحياتي (رومية14-10: 7).
يعلمنا الكتاب المقدس أن شريعة الله صالحة وكاملة، لكننا نفشل في أن نطيعها (مزمور 7: 19). وعندما نفشل في إطاعتها نجلب غضب الله علينا لأننا نثبت بأنفسنا أننا متمردون ضد صلاح الله.
لكن هنا يأتي يسوع المسيح مخلصاً ومنقذاً لنا.
عندما تجسد المسيح وأصبح إنساناً، كان في مهمة منذ يومه الأول لأن يطيع شريعة الله بالتمام نيابة عنا. عندما كان في سن الثانية عشرة، فقده مريم ويوسف في أورشليم لمدة ثلاثة أيام، وعندما وجداه أخيراً قال لهما المسيح “لِمَاذَا كُنْتُمَا تَبْحَثَانِ عَنِّي؟ أَلَمْ تَعْلَمَا أَنَّ عَلَيَّ أَنْ أَكُونَ فِي مَا يَخُصُّ أَبِي؟” (لوقا 2: 49). يسوع المسيح كان يعمل لصالحنا منذ سن مبكرة.
عندما بدأ المسيح خدمته العلنية في سن الثلاثين، ذهب إلى نهر الأردن واعتمد على يد يوحنا المعمدان. احتج يوحنا وقال أن على المسيح أن يعمده هو لا أن يعمّد هو المسيح. لكن المسيح قال له: “اسمح بذلك الآن، لأنه من اللائق أن نتمم كل ما يطلبه الله” (متى 3: 15). كان المسيح في مهمة لتحقيق كل برّ من أجلنا. قال المسيح أنه لم يأتِ ليلغي شريعة الله بل جاء ليتممها كلها (متى 5: 17).
جاء المسيح ليتمم شريعة الله بالكامل نيابة عنا لأننا نفشل في تحقيقها بشكل يومي. قال المسيح مراراً أنه لم يأتِ ليتمم مشيئته هو بل مشيئة ذلك الذي أرسله (يوحنا 6: 38). نفشل أنا وأنت في تنفيذ مشيئة الله في كل لحظة من حياتنا. فاختياراتنا غالباً ما تعارض مشيئة الله، لكن المسيح جاء إلى العالم ليتبع بالتمام تصميم الله ورغبته في حياتنا في كل طريقة وكل لحظة. ففيما نفشل نحن في الطاعة، نجح هو نيابة عنا.
ليس المسيح قدوتنا فيما تبدو عليه طاعة الله واتباعه فحسب بل هو بديلنا.
الأخبار السارة في بشارة الإنجيل هي أن كل شيء أوصانا أو أمرنا الله به قد تحقق نيابة عنا. فقد حمل المسيح الصليب عنا وأحب أعداءه نيابة عنا، وأحب الله لدرجة أنه بدا كما لو كان يكره عائلته. صلاح المسيح فاق كل الأتقياء الذين عاشوا يوماً. كان يسوع المسيح ابن الله الكامل لكي نتمكن نحن من أن نصبح أبناء لله (يوحنا 1: 12). وطاعته الكاملة لمشيئة الله وشريعته ووصاياه أعطيت لنا مجاناً بالإيمان بأن ما فعله المسيح قد فعله من أجلنا.
هكذا أطاع المسيح شريعة الله نيابة عنك.
إذا كنت ترغب بقبول المسيح بديلاً عنك ومخلصاً لك، يمكنك أن تفعل ذلك اليوم. تواصل معنا ونحن سنساعدك على أخذ خطواتك الأولى إلى حياة جديدة في العلاقة مع الله.
— اقرأ مقالات مشابِهة —
ما معنى أن تكون في سلام مع الله؟
السلام مع الله لا يعني مجرد انتهاء العداوة بيننا بل يعني أن الله يتبنانا أبناءً له ويحسبنا أفرداً في عائلته، فيحبنا كما يحب الأب أبناءه
“لأَنَّ الشَّرِيعَةَ أُعْطِيَتْ عَلَى يَدِ مُوسَى، أَمَّا النِّعْمَةُ وَالْحَقُّ فَقَدْ تَوَاجَدَا بِيَسُوعَ الْمَسِيحِ.”
إِنْجِيلُ يُوحَنَّا 1:17