ما معنى أن تكون في سلام مع الله؟

وَبِمَا أَنَّ اللهَ اعْتَبَرَنَا صَالِحِينَ بِوَاسِطَةِ الْإِيمَانِ، فَنَحْنُ فِي سَلَامٍ مَعَهُ بِمَوْلَانَا يَسوعَ الْمَسِيحِ.(رومية 5: 1).

واحدة من أعمق أشواقنا كبشر هو السلام. نتوق للسلام في عائلاتنا، في أمتنا، في وظائفنا، في علاقاتنا. نريد لأبنائنا أن ينموا في سلام ونريد لوالدينا أن يموتوا في سلام. انعدام السلام يُنتج الضيق والتوتر والخوف. فنحن لا نرتقي أو نصل إلى كامل إمكانياتنا كأفراد أو أشخاص بدون السلام.

في كلمة الله، الكتاب المقدس، نتعلم عن العداوة القائمة بيننا وبين الله. فمنذ أن تمرد أبونا الأول آدم ضد الله وسقط من مكانته التي يعمها السلام معه والبشرية تحاول استعادة هذا السلام المفقود. لكن محاولات البشر قصّرت عن إحلال السلام بين الله القدوس والبشرية الخاطئة.

تحاول الديانات أن تحرز السلام مع الله لكنها تفشل ولا تنتج إلا الخوف بدلاً منه.

لكن الكتاب المقدس يعملنا أن محبة الله العظيمة لنا فيما نحن لا نزال أعداءه “لَكِنَّ اللهَ أظْهَرَ مَحَبَّتَهُ لَنَا، إذْ مَاتَ المَسِيحُ مِنْ أجلِنَا وَنَحْنُ بَعْدُ فِي خَطَايَانَا …فَإنْ كُنَّا، وَنَحْنُ أعْدَاءٌ للهِ، قَدْ تَصَالَحنَا مَعَهُ بِمَوْتِ ابنِهِ(رومية 5: 8، 10). ومرة ثانية نتعلم “لَقَدْ كُنْتُمْ أمْوَاتًا بِسَبَبِ ذُنُوبِكُمْ وَخَطَايَاكُمْ … أَبْنَاءِ الْعِصْيَانِ … لَكِنَّ اللهَ الغَنِيَّ فِي رَحمَتِهِ، وَبِدَافِعٍ مِنْ مَحَبَّتِهِ العَظِيمَةِ الَّتِي أحَبَّنَا بِهَا، وَبَيْنَمَا كُنَّا أمْوَاتًا بِسَبَبِ خَطَايَانَا، أعطَانَا اللهُ حَيَاةً مَعَ المَسِيحِ(أفسس 2: 1، 3، 4، 5).

السلام مع الله يعني أن الحرب قد انتهت. العداوة التي كانت سائدة بيننا وبين الله لم تعد موجودة. كل الأسباب التي جعلت الله غاضباً منك قد أُزيلَت. لكن! مجرد إزالة السلبي لا يعني إحلال السلام. فالسلام مع الله بحسب الإنجيل ليس مجرد إزالة العداوة وإنما موقف الله منك يصبح نعمة وصلاح ومحبة.

السلام مع الله يفوق كثيراً مجرد انتهاء العداوة معه، فالسلام مع الله يقارب الله مع الإنسان، فيدعونا الله أصدقاءه ويتبنانا أبناءً له ويعتني بنا عناية الأب، ويتراحم علينا كرئيس كهنتنا، ويحارب معاركنا من أجلنا كملكنا، ويحبنا محبة لا ليس لها حدود أو شروط. 

السلام مع الله يعني أن ننجذب إليه، أي أن تصبح لنا علاقة شخصية مع الله تخلو من الخوف. ويعني أننا أصبحاء مواطنين من السماء. مكاننا في الفردوس ليس مشروطاً بالاضطرار. فرجاؤنا في تمضية الأبدية مع الله لا يعود أمراً مشكوكاً فيه. السلام مع الله يضمن سكنانا في السماء إلى الأبد مع الله.

السلام مع الله يعني أننا لم نعد غرباء عن وعوده بل ورثاء لها. فكل كلمة وعدٍ نطق بها الله أصبحت ملكاً لنا لنتمسك بها ونؤمن فيها. موقف الله نحونا موقف محبة ورحمة.

السلام مع الله يعني أننا ممتلئون بروح الله نفسه فيكون لنا حضور دائم في محضر الله لا ينتهي بسبب اتحادنا معه بروحه القدوس. السلام مع الله يعني أننا من أهل بيته. السلام مع الله لا يعني مجرد انتهاء العداوة بيننا بل يعني أن الله يتبنانا أبناءً له ويحسبنا أفرداً في عائلته، فيحبنا كما يحب الأب أبناءه.

السلام مع الله يعني أننا تصالحنا تماماً معه لأن المسيح قد كسر الحاجز الفاصل للعداوة الذي بُني بسبب خطيتنا وتمردنا، فلا يعود هناك شيء يمسكه الله ضدنا، إذ صالحنا المسيح مع الله من خلال قتل العداوة فيما بيننا بموته على الصليب (أفسس 2: 11-22).

هذا هو ما معنى الحصول على السلام مع الله 

لا يوجد أي عمل مهما كان متكلفاً يقدر أن يحل هذا النوع من السلام. لا توجد أي واجبات دينية أو فرائض نؤديها تقدر أن تحل هذا السلام. فهذا السلام هدية مجانية من الله لك قدّمها من خلال ما فعله المسيح نيابة عنك. والله يقدمه لك اليوم مجاناً.

إذا كنت ترغب بمعرفة المسيح معرفة شخصية لتختبر السلام مع الله، تواصل معنا اليوم.

“وَخَاطَبَهُمْ يَسُوعُ أَيْضاً فَقَالَ: «أَنَا نُورُ الْعَالَمِ. مَنْ يَتْبَعْنِي فَلا يَتَخَبَّطُ فِي الظَّلامِ بَلْ يَكُونُ لَهُ نُورُ الْحَيَاةِ».”

إنجيل يوحنا 12:8