ما المقصود بـ”دم المسيح”؟

إن كنت قد قرأت الكتاب المقدس يوماً أو تحدثت مع شخص مسيحي أو قرأت أي شيء يدور حول المسيحية فإنك سريعاً ما ستجد العبارة “دم المسيح“. لكن، ما المقصود بهذه العبارة “دم المسيح”؟ وكيف يمكن لدم المسيح أن يعني أي شيء بالنسبة لي؟

دم يسوع المسيح هو رمز للفداء الكامل الذي حصلنا عليه من خلال موت المسيح الكفّاري على الصليب. عندما عُلِّق المسيح على الصليب سُفِك دمه أي أنه قدّم حياته لنا كذبيحة كفّارية من أجل خطايا البشرية. تشير عبارة “دم المسيح” إلى حياة يسوع المسيح التي بُذِلَت من أجل غفران خطايا العالم وخلاصه.

ما الذي يفعله دم المسيح؟

عندما مات المسيح على الصليب، لم يمت مثل أي إنسان آخر عندما يموت. فهو (المسيح) قد مات لفداء البشرية الساقطة. مات ليطهّرنا من خطايانا. مات ليصالحنا ثانية مع الله. مات ليحلّ السلام بين البشرية الخاطئة والله القدوس. مات ليقدّم لنا غفران خطايانا. فموت يسوع المسيح لم يكن موتاً عادياً.

نحن معتادون على ذبائح الدم. ففي كل عام يتم التضحية بملايين الحيوانات خلال عيد الأضحى. فيتم سفك دم هذه الذبائح لتموت. لكن الكتاب المقدس يعلم أن دم الحيوانات لا يمكنه تطهيرنا من خطايانا: “فَمِنَ الْمُسْتَحِيلِ أَنْ يُزِيلَ دَمُ الثِّيرَانِ وَالتُّيُوسِ خَطايَا النَّاسِ” (عبرانيين 10: 4). وتم تأكيد هذا بواقع الحاجة إلى ذبيحة جديدة في كل عام، إذ يجب أن يتم سفك المزيد من دم المزيد من الحيوانات. فلو كان دم الحيوانات يساعدنا لما كانت هناك حاجة للمزيد من الذبائح.

لكن الكتاب المقدس يعلم أن دم يسوع المسيح يطهّرنا من كل خطايانا: “وَدَمُ ابْنِهِ يَسُوعَ يُطَهِّرُنَا مِنْ كُلِّ خَطِيئَةٍ” (1يوحنا 1: 7). تقديم المسيح نفسه ذبيحة عنا خلّصنا. فذبيحته لا تحتاج للتكرار، لقد “تألم مرة واحدة من أجل الخطايا، البار من أجل الأثَمَة لكي يُقرِّبنا إلى الله مُماتاً في الجسد ولكن مُحيَىً في الروح” (1بطرس 3: 18).

سفك دم المسيح على الصليب (أي تسليم حياته) له القدرة على مصالحتنا مع الله وغفران خطايانا “أَمَّا الآنَ، فَفِي الْمَسِيحِ يَسُوعَ، أَنْتُمُ الَّذِينَ كُنْتُمْ مِنْ قَبْلُ بَعِيدِينَ قَدْ صِرْتُمْ قَرِيبِينَ بِدَمِ الْمَسِيحِ. فَإِنَّهُ هُوَ سَلامُنَا، ذَاكَ الَّذِي جَعَلَ الْفَرِيقَيْنِ وَاحِداً وَهَدَمَ حَائِطَ الْحَاجِزِ الْفَاصِلَ بَيْنَهُمَا” (أفسس 2: 13-14).

لا يمكنك أن تدخل إلى محضر الله بكونك صالحاً، ولا يمكنك أن تدخل إلى محضر الله بكونك مواطناً صالحاً، ولا يمكنك أن تدخل إلى محضر الله بكونك متديناً، ولا يمكنك ان تدخل إلى محضر الله لأنك تقرأ الكتاب المقدس، أو بكونك متديناً ملتزماً، أو بتكوين آراء لطيفة عن الله. الطريقة الوحيدة التي يمكنك فيها الدخول إلى محضر الله والمشاركة في الحياة الأبدية هي موت يسوع المسيح وإيمانك في دمه المسفوك على الصليب نيابة عنك. هذه هي الطريقة الوحيدة.

لم يسفك المسيح دمه لمجرد أن يصبح شهيداً، لكن المسيح سفك دمه لإظهار محبة الله لك. فكل الآلام التي قاساها المسيح على الصليب كانت بسبب محبته لك. فقد قدم المسيح دم حياته لكي تختبر أنت الحياة الأبدية وغفران خطاياك والسلام مع الله والسعادة الدائمة في شركة كاملة مع الله تدوم إلى الأبد.

إلا أن المسيح لم يبقَ ميتاً، لكنه قام منتصراً من بين الأموات بعد ثلاثة أيام من صلبه. ففي موته غلب الموت من أجلك وفي قيامته امتلك السلطان ليمنحك الحياة الأبدية. كل ما يطلبه الله منك هو أن تؤمن ببساطة أنه فعل ما فعله من أجلك أنت.

إن كنت ترغب بمعرفة كيف يمكنك الحصول على غفران خطاياك والتمتع بالسلام مع الله، تواصل معنا اليوم.