ما هي أهمية “الخِتان” بحسب الكتاب المقدس؟

إن كنت تقرأ الكتاب المقدس، فستكتشف سريعاً أن الخِتان يشكل جزءاً هاماً من تاريخ شعب الله، لكن ما هي أهمية الخِتان؟ وماذا يعني بالنسبة لنا اليوم؟

نقرأ عن الختان في الأصحاحات الأولى من الكتاب المقدس عندما دعا الله إبراهيم ليترك أباه وأمه وأرض ميلاده فيرتحل إلى أرض جديدة سيعطيه الله إياها ولنسله من بعده. وقطع الله عهداً مع إبراهيم بأنه سينشئ منه شعباً خاصاً يكون الله إلههم وهم يكونون له شعباً، فتتبارك بإبراهيم كل الأرض.

فرز الله إبراهيم عن باقي أمم العالم ليكون بركة لكل أمم العالم.

علامة وختم عهد الله مع إبراهيم كان الختان، وهو قطع الغلفة (الغرلة) اللحمية. وكان على إبراهيم أن يختِن كل طفل ذكر بعد ثمانية أيام من ولادته (تكويم 17: 12).

يعكس قطع الغرلة اللحمية امرين هامين، أحدهما إيجابي والآخر سلبي. ففي الناحية الإيجابية، قطع الغرلة اللحمية ترمز إلى فرز الله لمجموعة من الناس عن باقي البشر، إذ فصلهم وفرزهم ليكونوا أمة مقدسة.

أما الجانب السلبي فهو أن شعب الله كانوا يرددون هذه الكلمات أثناء عملية ختانهم “يا رب، إن فشلت في المحافظة على شروط هذا العهد، سأُقطَع عنك وأخرج من حضورك وأُحرَم من تأييدك ومن بركتك كما أقطع الآن لحم غرلة جسدي”.

شعائر الختان لم تجعل من شعب الله مقدساً أو طاهراً، بل كانت علامة خارجية لإيمانهم الداخلي في كل وعود الله. كان إيمانهم في الله هو الذي جعلهم أبراراً وطاهرين، أما الخِتان فكان العلامة الجسدية لرجائهم في وعد الله.

فشل شعب الله مرة تلو الأخرى في الحفاظ على عهد الله لكن بدلاً من أن يحرمهم الله بحسب العهد، كان الله قد أعدّ خطة أفضل. خطة لخلاصهم من خلال يسوع المسيح.

يعلم الكتاب المقدس أن بالمسيح “خُتِنتُم ختاناً غير مصنوع بيد بخلع جسم خطايا البشرية بخِتان المسيح. مدفونين معه في المعمودية التي فيها أُقِمتُم أيضاً معه بإيمان عمل الله الذي أقامه من الأموات. وإذ كنتم أمواتاً في الخطايا وغلَفِ جسدكم احياكم معه مسامحاً لكم بجميع الخطايا. إذ محا الصَّكّ الذي علينا في الفرائض الذي كان ضداً لنا وقد رقعه من الوسط مسمِّراً إياه بالصليب(كولوسي 2: 11-14). 

كان الصليب هو الخِتان الأسمى. فعندما حمل المسيح اللعنة على نفسه وبسبب حمله لخطايانا أصبح هو لعنة، حرمه الله من محضره. في اللحظة التي حمل فيها المسيح خطية العالم أصبح منظره على الصليب أبشع وأفظع جُملة من الخطايا في تاريخ العالم. عندما علّق المسيح على الصليب، أدار الله الآب وجهه عنه ومنع عنه بركته.

وقد فعل كل هذا من أجلك. حُرم المسيح من محضر الله لكي تنعم أنت بقُرب الله منك، وحمل المسيح خطايا العالم لكي تكون أنت طاهراً أمام الله. تخلّى الآب عن المسيح لكي تصبح أنت ابنه العزيز. حُرِم المسيح من بركة الله لكي تتمتع أنت ببركاته إلى الأبد.

والآن، أصبحت علامة عهد الله بالبركة لنا، بحسب الكتاب المقدس، هي المعمودية. إذ ترمز المعمودية إلى كل البركات التي يمنحها المسيح لنا من خلال موته على الصليب وقيامته من بين الأموات. استُبدلت علامة الختان لعهد الله معنا بالمعمودية (كولوسي 2: 11-12).

إن كنت ترغب بأن تصبح جزءاً من هذا العهد الجديد، لا تتردد في التواصل معنا اليوم.

“وَخَاطَبَهُمْ يَسُوعُ أَيْضاً فَقَالَ: «أَنَا نُورُ الْعَالَمِ. مَنْ يَتْبَعْنِي فَلا يَتَخَبَّطُ فِي الظَّلامِ بَلْ يَكُونُ لَهُ نُورُ الْحَيَاةِ».”

إنجيل يوحنا 12:8