ما الدور الذي تلعبه الأعمال في خلاصي؟
إنَّ الإجابة البسيطة على سؤال: ’’ما الدَّور الذي تلعبه الأعمال في خلاصي؟‘‘ هو: لا شيء!
فأعمالك الصالحة لا تُضيف شيئًا على خلاصك. يقول الكتاب المقدَّس:“خَلَّصَنَا اللهُ، لَا بِسَبَبِ أعْمَالٍ بَارَّةٍ عَمِلنَاهَا، بَلْ بِرَحمَتِهِ. لَقَدْ خَلَّصَنَا بِوَاسِطَةِ الغُسلِ الَّذِي نُولَدُ بِهِ ثَانِيَةً، وَجَدَّدَنَا بِالرُّوحِ القُدُسِ” (تيطس 3: 5). إنَّ الإيمان بيسوع المسيح هو ما يُبَرِّر (يجعلني مقبولًا أمام الله) وليست أعمالي ولا طاعتي.
هذه هي الإجابة البسيطة.
لكنَّ لا يمكننا أن نتوقَّف هنا؛ إذ إنَّ إيماننا بما عمله يسوع المسيح وتَجديدنا بالروح القدس وقُبولنا الله الآب لنا هو ما يُخلِّصنا، أمَّا الأعمل فتتبع إيماننا. إنَّ اختبارنا لمحبَّة الله ورَحمته ولُّطفه سيُنتج فينا أعمالاً صالحةً. نحنُّ لا نفعل هذه الأعمال الصالحة لنكسب محبَّة الله واستحسانهِ، لكنَّ محبَّة الله واستحسانه ينتجا عملاً صالحًا فينا.
عندما نتكلَّم عن الإيمان بيسوع المسيح فإنَّنا نعني أنَّنا اتَّحدنا مع المسيح؛ اتَّحدنا مَعَ المسيح بمَوتهِ وقيامتهِ، والآن علينا أن نعيش في ضوء هذا الإتِّحاد بأن نُحِبَّ الله بكامل قلوبِنا، كما فعل المسيح، وأن نُحبَّ من حولنا بإخلاص، تمامًا كما فعل المسيح.
يُخلِّصُنا المسيح بأن يوحِّدنا بما قام به هو بالإيمان. إنَّ الأعمال لا تُضيف شيئًا إلى تبريرنا، إلَّا إنَّها جزءٌ لا يتجزَّء منهُ.
تُعطي جميع الديانات المعادلة ذاتها التي يسعى فيها المرء لكي يكسَب استحسان الله ويجتاز امتحان يوم الدينونة ويصل إلى الأبديَّة. هذه هي المعادلة:
التَّديُّن يقول: ’’الإيمان بالإضافة إلى الأعمال والطاعة يساوي أو يُنتِجُ لَكَ الحقَّ في أن تدخلَ السماء‘‘.
الإيمان في الله + الأعمال الصالحة = السماء
يُمكِنُك أن تبحث أينما كان؛ إذ ستجد جميع الديانات تقول الأمر عينَهُ إنَّما بمعايير مختلفة: ’’آمن واعمل الصالحات لرُبَّما يَقبَلُك الله‘‘.
لكنَّ الكتاب المُقدَّس يقلب هذه الفكرة رأسًا على عَقِبٍ؛ فعندما أتى يسوع المسيح إلى الأرض لم يبدأ ديانةً أُخرى كالباقي، ولم يُعطي مجموعة شرائع جديدة إلى أتباعِه وأمرهم أن يطيعونها. لا! إذ أتى المسيح بشيءٍ مُختلف كُليًّا وأفضل بكثير، فبَدَل أن يقول: ’’أفعل هذا أو ذاك وعندها قد تدخل السماء‘‘، قال المسيح: ’’أنا أتممتُ العمل لكَ، فأنا أُعطي لجميع الذين يتبعوني الحياة الأبديَّة، وأمنحُ رضى الله والراحة والأمل في هذه الحياة والرجاء في الحياة الأبديَّة. أهِبُها مجَّانًا بلا مقابل‘‘.
إن التركيبة التي يُعطيها المسيح ليست: إيمان إضافة إلى أعمال يساوي السماء، بل إيمان بيسوع المسيح بالإضافة إلى لا شيء يساوي الخلاص. لكنَّهُ لا يتوقَّف هُنا، فهو ليس اتَّحادًا بالمسيح من نوع ’’حُرٍّ بالتمام‘‘ أو ’’ أِفعل ما تريد‘‘. فيسوع لا يقول: ’’فقط آمِن بي وبعدها يمكنك أن تُخطئ كما شئت، إذ أضمَنُ قبولك أمام الله‘‘.
لا! بل هذه هي المُعادلة:
يقول الكتاب المقدَّس: الإيمان بيسوع المسيح يساوي الخلاص وهذا الخلاص يُنتج أعمالاً صالحة.
الإيمان بسوع المسيح = الخلاص + الأعمال
أن تتبع المسيح يعني أن تتوقَّف عن مُحاولة كسب استحسان الله بأن تقوم بأعمال صالحة، فتقوم بالأعمال الصالحة لأنَّ الله سَبَقَ وأحبَّك محبَّةً غير مشروطة. في المسيح نَحنُّ نندفع لأن نقوم بالأعمال الصاحة بدافع عرفانٍ حقيقيٍّ لعطيَّة الخلاص المجانيَّة الممنوحة لنا من الله.
إن كان لديك أسئلة عن كيفيَّة اتِّباع المسيح، أو إن كُنتَ تريد أن تتبعه اليوم، تواصل مَعَنا اليوم وسنساعدك أن تأخذ الخطوة الأولى.
اقرأ مقالات مشابِهة
“لأَنَّ الشَّرِيعَةَ أُعْطِيَتْ عَلَى يَدِ مُوسَى، أَمَّا النِّعْمَةُ وَالْحَقُّ فَقَدْ تَوَاجَدَا بِيَسُوعَ الْمَسِيحِ.”
إِنْجِيلُ يُوحَنَّا 1:17