كيف يمكن للمسيح أن يكون المنتصر إن كان قد مات؟

هنالك الكثير من الإرباك حول موت يسوع المسيح، يعود أغلبه لرفض أولئك الذين يواجهون المشاكل أن يقرأوا التسجيل المُلهَم لشهود العيان لحية يسوع المسيح المسجَّل في الأناجيل الربعة في الكتاب المقدس. يجد الناس صعوبة في تصديق أن أي شيء صالح قد يتأتى عن عار موت المسيح على الصليب. إذ يعتقدون أنها عقيدة مهينة ومخزية ليؤمنوا بها. غالباً ما يقول لي الناس: “نحن نحب المسيح ونحترمه أكثر منك لأننا نؤمن أن الله انقذه من الموت على الصليب”. ويناقش آخرون أن الله لن يدع أحد أنبيائه يموت على هذا النحو. لكن جميع الأنبياء ماتوا. وبحسب كل الديانات، مات الكثير من الأنبياء ميتة مروعة.

لكن، ما الذي يجعل موت المسيح انتصاراً؟ لماذا يحب أتباع المسيح الصليب كل هذا؟

تكمن الإجابة في طبيعة الإنجيل المعاكسة. فنرى منذ بداية تعليم المسيح المبكرة أمراً غريباً. فهو لا يقود الآخرين بالقوة بل بالمحبة. إنه لا يستخدم العنف بل يحل السلام. إنه لا يحاول أن يصنع أمة جديدة بل يؤسس ملكوته في قلوب أتباعه. إنه لا يقدم لهم الثروات وحياة الراحة بل يعدهم بالألم والاضطهاد (أعمال الرسل ١٥: ٢٢، يوحنا ١٥: ٢٠، ٢ تيموثاوس ٣: ١٢). إنه لا ينشئ ديانة جديدة بل يقدم غفران الخطايا والحياة الأبدية. إنه لا يأتي للصالحين فقط بل يدعو الخطاة ليصبحوا أبناء الله. كل ما يتعلق بتعليم يسوع المسيح وأسلوب حياته يطيح بكل ما نعتقد أنه ينبغي أن يحدث. يسوع المسيح فريد بحق.

جوهر رسالة الإنجيل هو تعلّق المسيح على خشبة. الأمر الذي لا يبدو منطقياً على الإطلاق.

إذاً، لماذا يحب أتباع المسيح الصليب؟ كيف يمكن للمسيح أن يكون المنتصر إن مات على الصليب؟

بأبسط التعابير الممكنة؛ الإنجيل هو حياة وموت وقيامة المسيح. فمن خلالها، يحقق الفداء من أجلك ويقدم لك التجديد. في حياته، حقق المسيح الشريعة وأنجز كل البر نيابة عن الخطاة، أمثالنا أنا وأنت، الذين عصوا شريعة الله. بموت المسيح هو يكفّر عن خطايانا مرضياً غضب الله وعدله ويحصل على الغفران لكل من يؤمن به. في قيامته، انتصار المسيح على الخطية والموت هو ضمان نصرتنا عليها. موت المسيح على الصليب هو العمل الذي يخلصنا ويفدينا، موحّداً إيانا مع الله وضامناً لنا مستقبلاً مباركاً معه إلى الأبد.

موت المسيح أمات قوة الشيطان والخطية. وبقيامته بعد ثلاثة أيام انتصر على كل أعدائنا وأكد لنا محبة الله وضمن لنا أننا في يوم ما سنقوم لنكون معه إلى الأبد.

لا توجد أية ديانة أخرى أو منظومة إيمان تقترب ولو بقليل من هذه الوعود المجيدة. كل الطرق الأخرى للوصول إلى الله مشروطة بسلوكك. لا أحد سوى المسيح يقدم ضمان محبة الله لنا. هذا هو الانتصار الذي انتصره المسيح عندما مات على الصليب وقام ثانية من القبر.

إن كنت ترغب بمعرفة كيف يمكنك أن تضمن محبة الله لك، تواصل معنا اليوم وسنساعدك على أخذ خطواتك الأولى.

“وَخَاطَبَهُمْ يَسُوعُ أَيْضاً فَقَالَ: «أَنَا نُورُ الْعَالَمِ. مَنْ يَتْبَعْنِي فَلا يَتَخَبَّطُ فِي الظَّلامِ بَلْ يَكُونُ لَهُ نُورُ الْحَيَاةِ».”

إنجيل يوحنا 12:8