المسيح مثل إبراهيم بل أعظم
قصة إبراهيم وابنه هي واحدة من أكثر قصص الكتاب المقدس شهرة، لكن ما قد لا تعرفه أن القصة بأكملها ما هي إلا استباق وتوق ليسوع المسيح حمل الله المذبوح من أجلك.
نجد القصة في سفر التكوين من الكتاب المقدس. حيث يعد الله في الأصحاح الخامس عشر إبراهيم بابن يكون وارثاً لوعود الله. في الأصحاح السابع عشر نرى إبراهيم وهو في سن التاسعة والتسعين ولا يزال بدون ابن.
لكن الله وعده بإعطائه ابناً تتبارك من خلاله جميع أمم العالم.
وأخيراً حصل إبراهيم على ابنه الموعود الذي طال انتظاره في الأصحاح الحادي والعشرين. لكن، نواجه أمراً مجفلاً صادراً عن الله في الأصحاح الثاني والعشرين حيث يأمر الله إبراهيم بأن “خذ ابنك وحيدك الذي تحبه واذهب إلى أرض المُرِيّا وقدِّمه هناك مُحرَقةً على أحد الجبال الذي أحدده لك” (تكوين 22: 2). أطاع إبراهيم كلمة الله وأخذ ابنه الوحيد الذي أحبه إلى الجبل الذي اختاره الله. عند وصولهم شعر ابن إبراهيم بالحيرة “يا أبي، هوذا النار والحطب ولكن أين الخروف للمُحرَقة؟” (تكوين 22: 7), فقال له إبراهيم بإيمان عميق “سيدبّر الله لنفسه الخروف للمُحرَقة يا بني” (تكوين 22: 8).
نعرف جميعاً كيف انتهت القصة عندما وضع إبراهيم ابنه على المذبح ليقدّمه لله ذبيحة بناء على أمره لكن قبيل أن يغرز السكين في ابنه أعطاه الله كبشاً للذبيحة بدلاً من ابن إبراهيم. فدعا إبراهيم ذلك الجبل “الرب يدبّر” (تكوين 22: 14).
قد تتفاجأ عندما تعلم أن جبل المُرِيّا، المكان الذي وفّر الله الذبيحة البدلية بدلاً عن ابن إبراهيم، هو أورشليم القدس (2أخبار الأيام 3: 1). وفي مدينة أورشليم القدس، وبعد 2,000 عاما، مات يسوع المسيح، حمل الله، على الصليب كذبيحة بديلة. المسيح هو “حمل الله الذي حمل خطايا العالم” (يوحنا 1: 29).
نفس الطريقة التي استخدمها الله لتوفير حمل لإبراهيم بديلاً عن ابنه وفّر الله لنا يسوع المسيح، حمل الله. يعلّمنا الكتاب المقدس “لم يُشفق (الله) على ابنه بل بذله لأجلنا أجمعين” (رومية 8: 32) و“أحبَّنَا المسيح وقدَّم نفسه من أجلنا قُرباناً وذبيحة لله رائحةً طيبة” (أفسس 5: 2).
تنبّا النبي إشعياء مستخدماً لغة شديدة الوضوح قبل 700 عام قبل المسيح موضحاً أن الله سيوفّر الخلاص من خلال موت المسيح الكفّاري “إِلاَّ أَنَّهُ كَانَ مَجْرُوحاً مِنْ أَجْلِ آثَامِنَا وَمَسْحُوقاً مِنْ أَجْلِ مَعَاصِينَا، حَلَّ بِهِ تَأْدِيبُ سَلاَمِنَا، وَبِجِرَاحِهِ بَرِئْنَا. كُلُّنَا كَغَنَمٍ شَرَدْنَا مِلْنَا كُلُّ وَاحِدٍ إِلَى سَبِيلِهِ، فَأَثْقَلَ الرَّبُّ كَاهِلَهُ بِإِثْمِ جَمِيعِنَا.” (إشعياء 53: 5-6).
صُلِب المسيح بدلاً عنك فوق نفس الجبل الذي وفّر عليه بديلاً لإبراهيم. لكن المسيح لم يبقَ ميتاً بل قام من القبر بعد ثلاثة أيام بحسب الكُتب (1كورنثوس 15: 3-4).
أعظم شيء في قصة إبراهيم يكمن في كونها إشارة ليسوع المسيح الذي يقدّم ذبيحة أفضل من دم الحيوانات. وكل هذا فعله المسيح من أجلك. يشبه المسيح إبراهيم لكنه أعظم.
إن كنت تريد أن تتعلم المزيد اتصل بنا وسنساعدك لكي تنمو في إيمانك في يسوع المسيح.
— اقرأ مقالات مشابِهة —
“لأَنَّ الشَّرِيعَةَ أُعْطِيَتْ عَلَى يَدِ مُوسَى، أَمَّا النِّعْمَةُ وَالْحَقُّ فَقَدْ تَوَاجَدَا بِيَسُوعَ الْمَسِيحِ.”
إِنْجِيلُ يُوحَنَّا 1:17