فرادة الإنجيل
الإنجيل (الذي يعني حرفياً “الأخبار السارة”) فريد وسط كل الديانات وأنظمة الإيمان في العالم.
تالياً نقدم نظرة سريعة لما يجعل الإنجيل فريداً. في هذه المقالة سنقارن ونقارب بين الإنجيل وبين الديانات بنظرة عامة، ومن ثم يمكنك أن تقرر بنفسك إن كنت تعتقد أن الاختلاف حقيقياً ومؤثراً.
1. الديانة تقول “افعل” لكن الإنجيل يقول “قد تم”
تقدم لنا الديانة قائمة من “افعل” و”لا تفعل”، فتخبرنا ما ينبغي أن نفعله وما ينبغي أن نتجنب فعله. كل الديانات متشابهة من هذه الناحية: ابحث حيثما شئت فستجد أن جميع ديانات العالم تقدم لك لائحة من التقاليد الواجب اتباعها والقوانين الواجب إطاعتها والطقوس الواجب الالتزام بها.
لكن الإنجيل لا يقدم لنا لائحة من الأمور التي ينبغي فعلها أو تجنبها، فالإنجيل هو رسالة تبلغنا بما فعله الله من أجلنا (رومية 5: 1-3). يعلم الكتاب المقدس أن المسيح قد طبّق شريعة الله نيابة عنا أي أنه عاش الحياة التي كان ينبغي بنا أن نعيشها وفشلنا بذلك بشكل يومي (رومية 10: 4; غلاطية 3: 24). ومن ثم أخذ تمردنا وانفصالنا عن الله بدلاً من أن نتعامل نحن مع نتائج خطيتنا وعارنا، فأخذ المسيح عقابنا على عاتقه (غلاطية 3: 13). لم يسدد المسيح ديننا فحسب بل أعطانا طاعته الكاملة لكل ما قد طلبه الله منا (كولوسي 15-12:2).
2. الديانة تأمر وتتوعد لكن الإنجيل يَعِد ويريح
كل ديانات العالم متشابهة في أنها تستخدم التهديد والترهيب لدفع أتباعها لتنفيذ ما تأمرهم به بدافع الخوف.
لكن الإنجيل لا يتوعد، لكنه يقدم الوعود فقط. فالإنجيل رسالة وعد وحياة ورجاء، لا تهديد وأوامر (غلاطية 2: 16). يعلن الإنجيل ويَعِد بغفرانٍ مجاني للخطايا وعلاقة مُصالَحة وشخصية مع الله وبيتٍ في الفردوس مع الله بفرح لا يمكن تصوّره وتبنٍّ إلى عائلة الله الخاصة. يعد الإنجيل بالحياة الأبدية لكل مَن يؤمن بالمسيح ويتبعه (أفسس 1: 3; غلاطية 5: 22-23).
3. الديانة تعتمد على الطاعة لكسب رضا الله، لكن الإنجيل يقدّم الطاعة مع وعد محبة الله لك.
تخبرنا جميع الديانات أننا إن أطعنا شريعة الله عندها سيحبنا ويباركنا ويُظهر لنا الرحمة.
لكن الإنجيل ينتج الطاعة فينا بشكل طبيعي لانه يعطينا قلباً جديداً يتوق ويرغب باتّباع الله، ليس لكسب رضاه أو بركاته، بل لأنه قد سكب فعلاً محبته وبركاته علينا بفيض.
4. الديانة تجعلنا متعجرفين ومكتئبين لكن الإنجيل يقودنا للتواضع والرجاء.
أي ديانة لا تدور حول الإنجيل في جوهرها ستجعلك إما متكبّراً أو مكتئباً. فالديانة تجعل المرء متغطرساً عندما نعتقد أننا فعلنا كل ما هو مطلوب منا. فننظر إلى الناس من حولنا ونقول “أنا أفضل منهم”. أو تجعلنا مكتئبين بسبب إدراكنا بأننا غير قادرين على طاعة الله تماماً كما ينبغي.
لكن الإنجيل يقودنا إلى التواضع والرجاء. التواضع لأننا ندرك أننا لا نستحق شيئاً من الله بسبب خطيتنا وعارنا وبالرغم من هذا فإن الله يحبنا محبة غير مشروطة تفوق تصوراتنا (إشعياء 64: 6; أفسس 2: 4-5). في الإنجيل يمنحنا الله اسمه ويدعونا أبناءه (1 يوحنا 3: 1-3). كما يقدم لنا الإنجيل الرجاء لأننا نعرف أن محبة الله لا تعتمد على صلاحنا (1 يوحنا 4: 16). فهو قد أحبنا قبل أن نفعل أي عمل صالح وهو سيحبنا محبةً لا نهاية لها (1 يوحنا 4: 19).
5. تعلم الديانة أن “انظر لنفسك” لكن الإنجيل يعلمنا أن “ننظر للمسيح”
تعلمنا كل الديانات أن ننظر إلى الداخل، إلى ذواتنا، لنرى إن كنا صالحين بما يكفي أو إن كنا أطعنا بما يكفي. تعلمنا الديانات أن نركز على أعمالنا وسلوكنا ودوافعنا.
لكن الإنجيل يدعونا للنظر بعيداً عن أنفسنا وأن ننظر للمسيح (العبرانيين 12: 2). يعلمنا الإنجيل أن نركز على ما فعله الله من اجلنا وليس على ما نفعله نحن لله. يدعونا الإنجيل للنظر باستمرار نحو وعود الله وعمل يسوع المسيح الذي فعله من أجلنا (رومية 8: 12-17).
مع هذه الاختلافات الخمسة بين الديانات والإنجيل نكون بالكاد قد تطرقنا سطحياً إلى مدى فرادة الإنجيل.
أرجو أن تكون قادراً من خلال هذا الملخص على رؤية مدى محبة الله لك وكم يريدك أن تعرفه وأن تتمتع معه إلى الأبد.
إن كنت ترغب ببدء رحلتك مع الله من خلال قبول أخبار الإنجيل السارة، تواصل معنا اليوم.
— اقرأ مقالات مشابِهة —
“لأَنَّ الشَّرِيعَةَ أُعْطِيَتْ عَلَى يَدِ مُوسَى، أَمَّا النِّعْمَةُ وَالْحَقُّ فَقَدْ تَوَاجَدَا بِيَسُوعَ الْمَسِيحِ.”
إِنْجِيلُ يُوحَنَّا 1:17