ما هو الإيمان الحق؟
ما هو الإيمان الذي يخلص؟
يؤمن غالبية الناس بوجود الله لكن هل هذا الإيمان حق؟ هل هو كافٍ ليخلصك في يوم القيامة؟
تكمن مشكلة إيماننا في أننا نعتقد أن مجرد الإيمان بوجود الله كافٍ لكن قناعتك بوجود الله فحسب لا تجعل إيمانك صادقاً. فأنت لديك معلومات ومعرفة عن الله لكنها ليست بالضرورة إيماناً حقيقياً ومخلصاً بالله.
يدعي غالبيتنا الإيمان بالله، لكن في الواقع، إن اختبرنا إيماننا بصدق فسنجد أن إيماننا يكمن في فهمنا لماهية الصلاح وليس في صلاح الله الحقيقي نحونا.
لذا، يمكننا أن نخدع أنفسنا نحو الاعتقاد بأن إيماننا محوره الله بينما في الحقيقة هو يكمن فينا وما نفعله لله وليس إيماناً بالله وما فعله هو من أجلنا.
نحن نميل إلى تحديد إيماننا من خلال أفعالنا؛ كم مرة سمعتَ شخصاً يقول “ديانتي هي أعمالي؟”
لتوضيح هذه الفكرة، فكّر بمدى استعدادنا للذهاب إلى الحج أو صلاةُ عدد معين من الركعات أو نطق الشهادتين أو تقديم الأضاحي والذبائح أو تكرار عبارات معينة مثل “استغفر الله” أو الصوم أو تقديم الصدقات وفعل كل ما في وسعنا لإطاعة الشريعة. كل هذا ما هي إلا محاولات لكسب رضى الله. إن كان هذا هو أساس إيمانك فإنه مبني على قدرتك على فعل ما يطلبه الله منك وليس مبنياً على الله، إنه في مستوى أدائك. وهذا ليس هو الإيمان الحق الذي يخلص.
هل تتفق معي بأنه لو كان إيمانك من هذا النوع فهو مبني على ذاتك وما فعلته أو تقدر أن تفعله أو ستفعله، وليس ذلك الإيمان المخلِّص فيما فعله الله من أجلك.
ما هو محور إيمانك؟
الإيمان بحسب كلمة الله الموحى بها ليس مبنياً على ما نفعله لإرضاء الله بل على ما فعله الله من أجلنا (يوحنا 3: 16؛ أفسس 2: 4-5؛ 1يوحنا 4: 10). نسمي هذا “الإنجيل” الذي يعني حرفياً “الخبر السارّ“. فالإنجيل هو الخبر السار بأن الله أحبنا وخلّصنا من خلال عمل المسيح من أجلنا.
يخبرنا الخبر السار (الإنجيل) أن الله أحبنا لدرجةٍ أنه ونحن بعض منفصلون عن صلاحه بسبب تمردنا عليه، صنع طريقاً لنا لنتصالح معه (يوحنا 3: 16). هذا الخلاص لا يأتي من الشريعة التي تعلمنا كيف نكون أناساً صالحين لكنها لا تقدر أن تخلصنا، بل يأتي من حياة المسيح وطاعته التي عاشها من أجلنا.
نحاول جاهدين إطاعة الشريعة وأن نكون أناساً صالحين لكننا نفشل في فعل هذا يومياً، لذا أرسل الله المسيح إلى عالمنا ليكون هو ذلك الشخص الصالح الذي يريده الله. رسالة الإنجيل تخبرنا كيف استبدل المسيح صلاحه بسقوطنا. فهو يأخذ انكسارنا وفشلنا ويعطينا كماله.
الإنجيل هو رسالة عن موت المسيح الكفاري والفادي والمخلِّص على الصليب من أجلنا.
يخبرنا الإنجيل أن المسيح حمل عقاب خطايانا وأعطانا نصرته على قوة الخطية والموت والشيطان من خلال موته الكفاري وقيامته المنتصرة.
إن سمعت خبر الإنجيل السار وقلت “فعل هذا من أجلي” عندها يكون إيمانك إيماناً حقاً يمنحك الخلاص.
أن يكون عندك إيمان حق يعني أن تقبل المسيح مخلصاً لك، ويعني أنك تؤمن بأنه مات من أجل خطاياك وقام من بين الأموات ليكون فاديك وربك وسيدك. بالإيمان تضع نفسك عند المسيح الذي خلصك من خطاياك وتطيعه رباً لك.
قال الرسول بولس “إنْ أعلَنتَ بِشَفَتَيْكَ، وَآمَنتَ بِقَلْبِكَ، أنَّ يَسُوعَ رَبٌّ وَأنَّ اللهَ أقَامَهُ مِنَ المَوْتِ، خَلُصْتَ.” (رومية 10: 9)
بالإيمان، نصدق بكل وعود الإنجيل لنا، وكل ما يعلمنا إياه عن الحياة الأبدية والوحدة مع الله (يوحنا 17: 3؛ 1يوحنا 5: 20). يصدق الإيمان رسالة الإنجيل عندما يعلمنا عن الغفران الكامل لكل خطايانا وذنوبنا، ومصالحتنا الحقة مع الله كأبونا الذي في السماوات الذي يحبنا (2كورنثوس 5: 14-21)
بالإيمان، نتمسك بكل ما فعله من أجلنا ونعيش حياتنا كأبناء مطيعين. تجعلك الديانة عبداً لله لكن الإنجيل يجعلك ابناً لله بالإيمان.
بالإيمان، لا نعود نطيع الله بدافع الخوف بل بدافع المحبة الفياضة لكل ما فعله من أجلنا.
بالإيمان، نؤمن أن الله سيقبلنا في محضره في يوم الدينونة لأنه برّرنا وطهّرنا ومنحنا الحياة الأبدية وأنه يحافظ على وعوده الذي قطعها لنا ولن يغير رأيه أبداً بشأنها.
هذا هو الإيمان الحق!
يكون إيماننا أحياناً قوياً وأحياناً أخرى ضعيفاً لكن رجاؤنا لا يعتمد على قوة إيماننا أبداً فهو مبني على قوة محور إيماننا الذي هو يسوع المسيح ومحبته الكفارية التي لن تخذلنا أبداً.
ليس إيماننا في قدرتنا على طاعة الله تماماً بالرغم من أن الطاعة هي رغبة قلوبنا، لكن يكمن إيماننا في قوة الله التي لا تتغير ووعوده غير المشروطة لنا والتي ظهرت بروعة في حياة وموت وقيامة المسيح (1يوحنا 4: 9).
الإيمان الذي يخلّص هو عطية من الله (أفسس 2: 8-9). فيسوع المسيح هو متمّم إيماننا (عبرانيين 12: 2). يمكننا تقوية إيماننا بوضع ثقتنا فيه والصلاة باسمه وقبول الأسرار وسماع العِظات المبنية على كلمته ودراسة كلمته المقدسة وتصديق الوعود الواردة فيها كوعود مقطوعة معنا.
الإيمان الحق في الله ليس مجرد الاعتقاد بوجود الله، فحتى الشيطان نفسه يعلم هذا ويرتعد خوفاً (يعقوب 2: 19).
الإيمان الحق الذي يخلّص هو الإيمان الذي يصدق ويقبل كل الوعود الواردة في الإنجيل بأن غضب الله قد تحوّل عنك تماماً وأن مشاعر الله نحوك الآن ليست سوى المحبة. الإيمان الحق يقبل غفران الخطايا والمصالحة مع الله الأب والمسيح المخلِّص والروح القدس الضامن لوعود الله.
إن كنت ترغب بالإيمان بالله حقاً، تواصل معنا اليوم ونحن سنساعدك.
— اقرأ مقالات مشابِهة —
“لأَنَّ الشَّرِيعَةَ أُعْطِيَتْ عَلَى يَدِ مُوسَى، أَمَّا النِّعْمَةُ وَالْحَقُّ فَقَدْ تَوَاجَدَا بِيَسُوعَ الْمَسِيحِ.”
إِنْجِيلُ يُوحَنَّا 1:17