هل الكتاب المقدس مُحَرَّف؟
هل الكتاب المقدس مُحَرَّف؟
هذا سؤال، أو ربما يجدر القول تصريح، نسمعه طوال الوقت. يخبرنا الناس على الدوام أن الكتاب المقدس أو الإنجيل تعرض للتحريف. لكن لماذا يقول الناس هذا؟ هل هناك أي سبب يجعلنا نصدق أن الكتاب المقدس الذي نستخدمه اليوم قد تغيّر أو تم تحريفه؟
الإجابة المختصرة هي لا.
كلمة الله لا يمكن تحريفها، فالله يحفظ كلمته بنفسه، لذا ليتم تحريف كلمته عليك أن تكون أقوى من الله. ولا يوجد أحد أقوى من الله. إن كان الله بنفسه يحمي عفافه من خلال الحفاظ عليه فيمكنك أن تكون واثقاً أنها غير محرفة.
ثانياً، إن ألقيت نظرة عن كثب لقصص الكتاب المقدس، منذ البداية إلى النهاية، سترى أن جميع الأجزاء تناسب بعضها بعضاً. هنالك استمرارية كاملة ومثالية لكل ما يقوله الكتاب المقدس. كيف يمكن ان يكون محرفاً ومع هذا يحافظ على هذا التناغم المثالي؟
هذه هي قصة الكتاب المقدس في أقصر صورها الممكنة.
خلق الله أبانا آدم وأمنا حواء فتمردا على شريعة الله الصالحة وسقطا خارج النعمة. لكن الله في محبته وعدهما بإرسال أحدٍ ما سيسحق الشيطان والخطية ويرجعهما. بعد سنوات كثيرة تعاظم شر البشر فأرسل الله النبي نوح برسالة لبناء سفينة ضخمة، وكل مَن وُجِد في هذه السفينة سيخلص. لم يصدّق الله أحد باستثناء نوح وعائلته فنجوا. ومن ثم اختار الله إبراهيم ليكون أبا الإيمان وطلب منه أن يضحي بابنه، فأطاع إبراهيم الله، فقدّم له الله حَمَلاً ليُذبَح بدلاً من ابن إبراهيم. تالياً، وعد الله إسحق ويعقوب أنه سيبارك كل أمم العالم من نسلهما. يوسف، ابن يعقوب، تعرض للخيانة وبيع للعبودية، لكن من خلال هذه الخيانة، تمكّن من إنقاذ شعب الله من المجاعة. ومن ثم، بعد 400 عاماً، أنهض الله موسى ليقود شعبه من العبودية في مصر إلى الأرض الموعودة حيث سيعيش شعب الله في أمان. بعد ذلك، أعطى الله شعبه الشريعة والهيكل حيث يسكن حضوره في وسط شعبه. في كل عام يذبح شعب الله حَمَلاً في الهيكل في يوم الكفارة. كان الحَمَل يمثّل شعب الله وموته نيابة عنهم. أقام الله داود ليكون ملكاً على الشعب ووعدهم أنهه في أحد الأيام واحد من نسله سيكون ملكاً يحكم شعب الله وأن مملكته ستدوم إلى الأبد.
كل شيء في تاريخ شعب الله، تاريخ تعامل الله مع البشرية، يشير إلى يسوع المسيح!
المسيح هو تحقيق الوعد الذي ناله أبونا آدم بأن الله سيسحق الشيطان ويستعيد علاقة البشرية مع الله. إذ على الصليب، غلب المسيح الموت والخطية والشيطان وفي قيامته من بين الأموات فتح طريقاً لنا للعودة إلى الله. المسيح هو السفينة الحقيقية التي تقدم الخلاص لكل مَن يؤمن. كل مَن يؤمن بالمسيح وعمله الخلاصي على الصليب يَسْلَم ويخلص. المسيح هو حَمَل الله الحقيقي الذي مات عوضاً عنا. لم يأخذ مكاننا حيوان مجرد كالذي وفّره الله لإبراهيم، بل هو بنفسه أخذ مكاننا. الوعد المقدم لإسحق ويعقوب تحقق في المسيح لأن المسيح هو مخلص جميع الناس في كل مكان وقد بارك جميع الأمم وكل الشعوب بغفران الخطايا واستعاد العلاقة مع الله. مثل يوسف، تعرض المسيح للخيانة، لكن من خلال هذه الخيانة أنقذ كل مَن وضع ثقته فيه، ليس من مجرد المجاعة الجسدية بل من قوة الموت ذاتها. مثل موسى، يقودنا المسيح من العبودية، ليس العبودية الجسدية، بل العبودية الروحية للخطية، ويقودنا إلى السماء ذاتها، ولا أحد يقدر أن يُفسِد وعد الله لشعبه بالراحة. حقق المسيح الشريعة بأن أصبح الشخص الوحيد في تاريخ العالم يطيع الشريعة بالتمام ومن خلال موته وقيامته احتُسبت طاعته الكاملة للشريعة لصالحنا كما لو كنا نحن الذين أطعناها. المسيح هو تحقيق الهيكل إذ به يسكن كل ملء الله وهو يسكن فينا. المسيح هو تحقيق يوم الكفارة إذ لم يعد هنالك حاجة لموت الحِملان عن الخطايا لأن المسيح نفسه مات وغسلنا من كل نجاسة. والمسيح هو ملك الملوك الذي يدوم حُكْمه ومُلكوته إلى الأبد. المسيح هو تحقيق الوعد للملك داود.
كل قصة سمعتَها يوماً عن الأنبياء تشير إلى يسوع المسيح, هذه هي بشارة الإنجيل. هذا هو ما يدور حوله الكتاب المقدس. هل يمكنك أن ترى ذلك؟ هل ترى كيف يشير كل شيء للمسيح؟
الكتاب المقدس هو قصة واحدة كبيرة عن الله الذي يحب ويخلص ويجدد شعبه من خلال عمل المسيح الكامل. فكل ما فعله المسيح، وكل ما تكلم عنه الأنبياء، يمكن أن يكون لك إن آمنت فيه اليوم.
إن كنت ترغب بمعرفة المزيد عن كيفية التعرف على المسيح رباً ومخلصاً شخصياً لك، تواصل معنا اليوم ونحن سنساعدك.
— اقرأ مقالات مشابِهة —
“لأَنَّ الشَّرِيعَةَ أُعْطِيَتْ عَلَى يَدِ مُوسَى، أَمَّا النِّعْمَةُ وَالْحَقُّ فَقَدْ تَوَاجَدَا بِيَسُوعَ الْمَسِيحِ.”
إِنْجِيلُ يُوحَنَّا 1:17