ماذا قال الأنبياء عن المسيح؟
لم تكن حياة يسوع المسيح مصادفة.
فمنذ أيام أبينا الأول، آدم، وحتى إبراهيم، أبو الإيمان، ووصولاً إلى يوحنا المعمدان، ابن عم يسوع، تنبأ جميع الأنبياء عن مجيء المسيح. قيل عن يسوع المسيح “الرجل الَّذِي كَتَبَ عَنْهُ مُوسَى فِي الشَّرِيعَةِ، وَالأَنْبِيَاءُ فِي كُتُبِهِمْ” (يوحنا 1: 45). لم يكن يسوع المسيح مجرد نبي في قائمة طويلة من الأنبياء، بل هو الرسالة ذاتها ومحتوى كل النبوءات.
آدم وحواء: سيُسحَق الشيطان
نجد في بداية الكتاب المقدس نبوءة عن مجيء المسيح. في تكوين 3، نرى سقوط البشرية من حالة شركة كاملة مع الله إلى حالة لعنة وانفصال وبؤس. آدم وحواء، ممثلانا جميعاً، استمعا إلى أكاذيب الشيطان وأكلا من الثمرة المحرمة، وفي فعلهما ذلك أصبحاً متمردين ضد الله الذي خلقهما وأحبهما. لكن في وسط تمردهما وخطيتهما وبؤسهما وعدهما الله بإرسال مخلص سيهزم الموت والشر نيابة عنهما. “سَأجْعَلُ عَدَاوَةً بَيْنَكِ وَبَيْنَ المَرْأةِ، وَبَيْنَ نَسْلِكِ وَنَسْلِهَا. سَيَسْحَقُ نَسْلُهَا رَأسَكِ، وَأنْتِ سَتَلْدَغِينَ عَقِبَهُ” (تكوين 3: 15). في هذه الآية، وعد الله البشرية بإرسال مخلص من نسل المرأة ليسحق رأس الشيطان إلى الأبد.
بعد آلاف السنين، جاء المسيح من نسل المرأة وسحق قوة الشيطان والموت من خلال موته الانتصاري على الصليب.
إبراهيم: ستتبارك جميع الأمم
اختار الله إبراهيم ودعاه ليخرج من مكان سكناه للذهاب إلى أرض جديدة سيعطيها الله له. “سأباركك وأجعلك أمة عظيمة” كان وعد الله لإبراهيم “… وفيك ستتبارك كل قبائل الأرض” (تكوين 12: 1-3). فترك إبراهيم أرض مولده وانتقل إلى أرض كنعان المعروفة اليوم باسم فلسطين. بعد ألفي سنة من وعد الله لإبراهيم، وُلِد يسوع المسيح في ذات الأرض ليكون بركة لكل الأمم من خلال حمله لخطايا العالم (يوحنا 1: 29). المسيح هو تحقيق وعد الله لإبراهيم.
تكلم الأنبياء عن المسيح
تنبأ النبي إشعياء الذي عاش قبل 700 عام من ولادة المسيح – تنبأ أن المخلص الآتي سيولد من عذراء وأنه سيكون الله في جسد إنسان (7: 14). وتنبأ بأن المسيح الآتي سيحكم إلى الأبد على عرض أبيه داود وأنه سيكون رئيس السلام (9 :6-7). كما تنبأ أن المسيح سيتألم ويموت من أجل خطايا العالم وأن سيقوم ثانية (إشعياء 53).
أعظم ملك من ملوك إسرائيل، داود، الذي عاش قبل ميلاد المسيح بألف سنة، تنبأ بالتفصيل عن صلب المخلص الآتي. فقد قال أن المسيح الآتي سيتخلى عنه الله (مزمور 22: 1 مقارنة مع متى 27: 46) وسيحتقره الناس (مزمور 22: 6 مقارنة مع لوقا 23: 23). كما تنبأ أن المسيح سيموت وأن الناس ستهزأ به إذ قال “ليدعُ الله فينقذه” (مزمور 22: 7-8 مقارنة مع متى 27: 39-43). كما قال أن دمه سيُسفَك كذبيحة (مزمور 22: 14 مقارنة مع يوحنا 19: 34)، وأنه أثناء احتضاره صرخ طالباً شيئاً يشربه (مزمور 22: 15 مقارنة مع يوحنا 19: 28-30)، وبأن يداه ورجلاه سيُسمَّران إلى صليب (مزمور 22: 16 مقارنة مع لوقا 23: 33)، وأنهم سيقترعون على ردائه (مزمور 22: 18 مقارنة مع مرقس 14: 24).
كما تنبأ النبي زكريا الذي عاش قبل 500 عام من ميلاد المسيح أنه سيدخل إلى أورشليم كملك راكباً حماراً (زكريا 9: 9 مقارنة مع متى 21: 1: 11). وتنبأ النبي ميخا الذي عشار قبل 600 عام من ميلاد المسيح أنه سيولد في بيت لحم (ميخا 5: 2 مقارنة مع متى 2: 1-12). أما النبي إرميا الذي عاش قبل 600 عام من ميلاد المسيح فتنبأ بأن المسيح الآتي سيجلب عهداً جديداً لشعب الله وأن من خلاله سيكون هناك غفران للخطايا (إرميا 31: 33-34 مقارنة مع متى 26: 26-29).
كل هذا مجرد نظرة مختصرة غير كاملة لما قاله الأنبياء عن المسيح الآتي قبل ميلاده. وبعكس جميع الديانات التي في العالم، أساس المسيحية هو أساسٌ نبوي. فقد تم التنبؤ عن المسيح بتفصيل دقيق على لسان العديد من الأنبياء عاشوا في قرون متباعدة. ينكشف لنا هذا المسيح الذي طال انتظاره في الأناجيل. ختم يوحنا المبشِّر إنجيله الذي يسرد حياة يسوع المسيح بقوله: “أمَّا هَذِهِ…فَقَدْ دُوِّنَتْ لِكَي تُؤْمِنُوا بِأنَّ يَسُوعَ هُوَ المَسِيحُ ابْنُ اللهِ، فَتَنَالُوا بِالإيمَانِ حَيَاةً بِاسْمِهِ” (يوحنا 20: 31). هل تؤمن بأن يسوع هو المسيح، مخلص العالم الذي طال انتظاره؟
إذا كنت ترغب بأن تؤمن بيسوع المسيح وتخلص، تواصل معنا اليوم.
— اقرأ مقالات مشابِهة —
“لأَنَّ الشَّرِيعَةَ أُعْطِيَتْ عَلَى يَدِ مُوسَى، أَمَّا النِّعْمَةُ وَالْحَقُّ فَقَدْ تَوَاجَدَا بِيَسُوعَ الْمَسِيحِ.”
إِنْجِيلُ يُوحَنَّا 1:17