عندما يرتدّ عليكَ اتباع المسيح

أذكر بداية إيماني بيسوع المسيح عندما آمنت أنه هو مخلص العالم وأن عمله الخلاصي على الصليب كان من أجلي. كنتُ ممتلئاً بالفرح والحماس. بكيت دموع الفرح عندما قبلت الغفران الكامل لخطاياي، وأصبح لدي منظور جديد للحياة وشغف جديد نحو الآخرين من حولي ورغبة جديدة لمعرفة الله أكثر والتمتع بحضوره.

لكن في وقت ما، أصبح اتباع يسوع المسيح صعباً، إذ سخر مني الناس ورفضوا حتى مصافحتي وأطلقوا عليّ ألقاباً مثل “الكافر” و”النصراني”. كان هنالك أمور كثيرة ينبغي أن أتخلى عنها إن كنت أريد اتباع المسيح.

وكانت هناك أوقات أخرى أثناء مسيرتي مع المسيح شككت فيها في خطة الله لحياتي، كما شككت في حكمة الله ومقاصده. لم يكن اتباع المسيح سهلاً دائماً، في الواقع، أصبحت أشياء كثيرة في الحياة أصعب بسبب اتباعي للمسيح.

لم يعدنا يسوع المسيح أبداً أن الحياة ستكون سهلة إن تبعناه، في الواقع هو قال لتلاميذه: “ها أنا أرسلكم  كغَنَمٍ في وسط ذئاب… إن كانوا قد لقَّبوا رب البيت بَعْلَزَبول (أي الشيطان) فكم بالحر ي أهل بيته” (متى 10: 16، 25).

يعدّنا المسيح للآلام والصعوبات، ويحذّرنا أننا سنختبر أزمنة صعبة في حال اتبعناه.

سيبدو أحياناً وكأن اتباع المسيح له التأثير العكسي لكل ما أردته. وستسأل نفسك أحياناً إن كان اتباع المسيح يستحق كل هذه الخسارات. وستتساءل أحياناً لماذا يسمح الله أن تختبر كل هذا الألم والأسى.

أريد أن أشجعك بأن تضع كل القلق والهم الذي يساورك أمام الله، فهو يهتم بك (1بطرس 5: 7)، وهو يريد أن يسمع شكواك وعن كل المشاعر التي تساورك. إنه يريد أن يكوّن معك علاقة حقيقية وحية، ليس في الأوقات الجيدة فحسب بل أيضاً في الأوقات المظلمة. إن كنت لا تصدقني فابدأ بقراءة المزامير، وستتعلم منها كيف تكون صادقاً مع الرب عندما تصلي.

إن كنت تختبر التعب في إيمانك، وكنت تطرح أسئلة مثل “هل ربح المسيح يستحق كل هذه الخسارة التي أمر فيها؟” فأنا أريد أن أشجعك بأن الأمر يستحق ذلك

يعلّم الكتاب المقدس أن يسوع المسيح تألم من أجلنا، الطاهر بدلاً عن المكسور، ونظر إلى عار الصليب وكرهه (عبرانيين 12: 2). ولم يسمح لعار الصليب أن يردعه عن أن يُسمَّر إليه. ويخبرنا الكتاب المقدس أنه بسبب احتماله للعار “رفَّعه الله وأعطاه اسماً فوق كل اسم، لكي تجثو باسم يسوع كل ركبة ويعترف كل لسان أن يسوع المسيح هو الرب(فيلبي 2: 9، 10).

وأنت أيضاً ستُكَرَّم بكرامة تفوق قدرة العقل البشري على الاستيعاب. وستحمل اسم المسيح معك، فإن تألمت من أجله فإنه سيمجِّدك معه.

لذا لا تفشل، فأنت ابن الله العزيز، وهو وعد بأن كل من يؤمن بيسوع المسيح فلن يُخزَى (رومية 9: 33).

إن كنت تختبر الصعوبات بسبب اتباعك للمسيح، تواصل معنا الآن لتخبرنا بما يحدث معك، فنحن نحب أن نكون مصدر تشجيع لك.